يوتوبيا المدينة المثقفة
173 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

يوتوبيا المدينة المثقفة , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
173 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

يدرس هذا الكتاب خمس مؤسسات ثقافية طليعية رائدة نهض بها أفراد، في لبنان، هي "الندوة اللبنانية"، والتجمّع الفيروزي الرحباني، ومجلّة "شعر" ومجلة "مواقف" و"دار الفنّ والأدب".+++ ويلقي الضوء على الأدوار التي نهض بها مثقّفون كبار، أمثال المطران جورج خضر، والشاعر أنسي الحاج، والشاعر محمود درويش، والروائي غسان كنفاني وآخرون.+++ يتميّز الكتاب، إلى جانب عدّته المعرفية النظرية، ببعد التجربة الميدانية والشخصية. إذ إنّ الكاتبة قد عرفت هذه المؤسّسات عن قرب ونشطت في إطارها، كما كانت شاهدة على تجارب ثقافية تميّز بها عدد من المثقّفين، في لبنان خاصّة، على مدى نصف قرن.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2012
Nombre de lectures 22
EAN13 9786144252697
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0450€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
© خالدة سعيد، 2012، 2011
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2012
الطبعة الإلكترونية، 2011
ISBN-978-614-425-269-7
دار الساقي
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342/113. الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961، فاكس: 866443 1 961
e-mail: info@daralsaqi.com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www.daralsaqi.com



هذا الكتاب
بين الاستقلال والحرب الأهلية نهضت في لبنان مؤسّسات ثقافية فنية ذات طموحات خاصّة متميّزة، تبدو لنا اليوم أقرب إلى أحلام مثالية. هذه المؤسّسات رسمَت في تطلعاتها ومساراتها ما يمكن اعتباره مشروع المدينة المثقفة، المدينة التي تنهض على الفكر والقانون والمعرفة والحياة في الإبداع.
يتناول هذا الكتاب خمس مؤسسات غامرت في طلب ذلك المثال، وهي الندوة اللبنانية، اللقاء الفيروزي الرحباني، مجلة «شعر»، مجلة مواقف، دار الفنّ والأدب. وبذلك يتواصل هنا ما بدأتُه في «الحركة المسرحية في لبنان» من توثيق لمؤسسات الثقافة ومن سعيٍ ضدّ النسيان.
هذه المؤسسات الخمس آمن منشئوها بأن الثقافةَ والإبداع هما شأنُ كلّ مواطن واعٍ ومسؤول، وأنهما بين أهمّ الأركان لبناء الإنسان والوطن واللحمة الاجتماعية وتجديد حيوية المجتمع، وإقامة الألفة بين أفراده. المؤسسات المدروسة هنا، كانت مبادرات فردية، نهض بها أفراد بلا دعائم، لا اقتصادية ولا طوائفية أو سياسية أو فئوية من أي نوع. كانوا أفراداً ينتمون إلى الثقافة وإلى لبنان، أسّسوا هامشاً ثقافياً واسعاً للجميع، ضدّ منطق النزاع وخارج ساحاته.
هذه المؤسسات تستحضر في مبادراتها، مسيرة «النهضة العربية» في شطرها اللبناني، ولا سيما في بعدها الفكري السياسي ووجهها اللغوي الأدبي. فالنهضة أطلقها في لبنان أفرادٌ أصحاب معرفة ورؤيا، بمبادراتهم الخاصة وعلى مسؤولياتهم الخاصة، فيما النهضة في مصر، المهد الآخر للنهضة العربية، تحققت بفضل جهود مبرمَجة وخطط مدروسة قامت بها الدولة في مختلف الحقول، عن طريق إرسال البعثات واستدعاء الخبراء والأساتذة وإنشاء المؤسسات ورعاية المشروعات وسنّ التشريعات؛ وإن لم يغب عن هذا الإنجاز الأفراد الروّاد، أمصريين كانوا أم مهاجرين لبنانيين وسوريين.
والمثقف اللبناني المعاصر وريث النهضوي اللبناني وامتداد له. فما كان النهضوي اللبناني لينتظر حسم الصراعات والانقسامات الأهلية ليطلق مبادراته. بل كانت أولى مميزات النهضويين، في لبنان القرن التاسع عشر، تجاوز المشاحنات الطائفية، والعمل في عكس اتجاهها. ولنقرأ سجالات مارون نقاش مؤسِّس المسرح العربي. لنقرأ عن مدرسة بطرس البستاني ومناهجها واحترامها المتمادي لتنوّع طلابها. لنقرأ جرجي زيدان ورؤيته الشاعرية لتاريخ الفتح الإسلامي. لنقرأ عن جبران، عن الريحاني، وعن العلايلي الوريث المضيء للنهضة، ولنستحضر الصفحات المشرقة للصحافة اللبنانية.
على غرار النهضة الأولى، وُلِدَت المؤسسات اللبنانية التي يتناولها هذا الكتاب؛ وُلِدت على أيدي أفراد، متجاوزة الشروخ الموروثة:
«الندوة اللبنانية» ، وهي موضوع الفصل الأول، انطلقت من حلم مثالي ورؤية بنائية وتطوّع كامل. ميشال أسمر خلال أربعين سنة، وبمساعدات زهيدة، وظّف حياته العامة والخاصة ليؤمّن الاستمرار لمؤسسة تقوم كمنبر للمعرفة والتبادل، وحتى للاختلاف والسجال، وتعمل كمركز للبحث والتفكير في مختلف شؤون القانون والثقافة. هكذا مثلت الندوة اللبنانية طموحاً لبناء هامش رديف يوجه ضوء النقد والنظر التحليلي المعرفي العام لتنوير دولة القانون؛ وعملت على إقامة البحث والحوار بين أهل المعرفة والرأي، ونشطت عبر ذلك لمواجهة مهالك دولة الطوائف.
ولنتأمّل في اللقاء الرحباني الفيروزي الذي انطلق بلا زاد غير الإيمان بلبنان والإنسان وبالفنّ، وغير الموهبة المدهشة واكتساب المعرفة من كلّ منبع ممكن، وبلا ثروة غير ثروة صوت فيروز الذي جنّح الألحان المبدعة، وغذّاها بالروح والخيال ونبيل المشاعر والقيم، وحملها وحمل معها اسم لبنان وحب لبنان إلى كل مكان.
فهذا الثلاثي الرحباني الفيروزي سار نحو تبلور رؤية تتلاقى فيها الفنون مجتمعة: الموسيقى والغناء والمسرح والرقص والأزياء وفنون الحياة اليومية، بحيث تتحول حياة القرية إلى أفعال إبداعية؛ وتشكَّلَ ذلك في رؤية مثالية لقرية فاضلة أو مجتمع فاضل حيث الفنّ عامل وعي، ومنارة عدل، ووحدة وتسامٍ، ونسيج حياة.
أمّا مجلة «شعر» فقد تأسّست في مرحلة تاريخية حرجة. انطلقت من رؤية مستقبلية وتطلعت إلى أفق جديد شاسع للشعر العربي. كانت رؤيتها يوتوبية، إذ يبدو فيها الشاعرُ صوتَ عالم مثاليّ والشعرُ طريقَ ضوء وفداء في مسيرة الإنسان العارف الممتَحَن المبدع.
مع مجلة «شعر»، رأينا حالماً رائياً هو يوسف الخال، مجرد شاعر ومعلم، يصدر مجلة رائدة وينفق عليها من جيبه الخاص. شاعر كانت له رؤيا فتطوّع لإحياء رؤياه. أصدر مجلة ظلت محاصَرة متَّهَمة بمعاداة التراث والعروبة – وهو ما كان يُعادل اتهاماً بالخيانة، في ذلك العهد. ولكنّ يوسف الخال ورفاقه الشعراء جماعة مجلة «شعر» صمدوا وواصلوا طريقهم. هذا الحصار هو ما جعل مجلة «شعر» محدودة التوزيع وقصّر عمرها. غير أنّ ذلك العمر القصير قد أطلق رياح التغيّر، وجدّد حيوية الشعر العربي وأطلق أجنحة إبداعه، وشجّع على إصدار أعمال واصلت رسالة مجلة «شعر».
مجلة «مواقف» هي، إلى حدّ كبير، سليلة مجلة «شعر». لكنها لم ترسم صورة لعالم مثالي بل لمثقف نقدي مثاليّ ينهض بمهمات التحليل والدعوة إلى التغيير، يرفض العالم الآسن ويستشرف عالماً من الحرية والإبداع.
خلال ربع قرن كان الشاعر أدونيس، مؤسِّس «مواقف»، والركن السابق في مجلة «شعر»، وهو أيضاً حالم وراءٍ، ومعلم مدرسة، يأخذ راتبه ويذهب به إلى المطبعة. هو أيضاً كان يواجه مع زملائه حصاراً سياسيّاً وقرارات رسمية تحظر دخول المجلة إلى بلدان عربية عديدة. مع ذلك استنفر الشعراء والكتّاب الذين واصلوا في مجلة «مواقف» ما بدأ في مجلة «شعر». وتشكل مجموعة «مواقف» سجلاً فريداً لتاريخ الشكل الشعري والبحث الشعري العربي وولادة جيل شعريّ جديد مثّل الحداثة الثانية، كما تشكل سجلاً لأهم التمردات والقضايا الحضارية والاجتماعية العربية في النصف الثاني من القرن العشرين. وفي ذلك كله، تقدّم تراثاً فريداً.
دار الفنّ والأدب ، كما تصوّرَتْها جانين ربيز وكما أسّسَتها، كانت تجسيداً للحلم بمدينة الثقافة، حيث تحضر الثقافة والإبداع كممارسة يومية حياتية، لا كسوانح وفرص متقطّعة؛ ممارسة تتلاقى فيها المواهب وتتفتح الطاقات وتنفتح الآفاق. دار الفنّ والأدب كانت ساحة لقاء للفنون والأفكار من لبنان ومن العالم؛ كانت نوعاً من اختراق الثقافة، في أرقى مظاهرها وأعمق روافدها، للحياة اليومية، بل كانت حضوراً أليفاً للثقافة في هذه الحياة.
هذه المؤسّسات الخمس مثّلت طموحاً انطلق وسار قدماً خارج مؤسسات الدولة، وخارج أطر الكتل التقليدية الخاصة. كان هناك أصحاب رؤى ورسالات عملوا في الهامش الثقافي، وبنوا نهضة، قبل أن يتحوّل النظام الطائفي إلى مشروع دائم للحرب.
***
في الحرب الأهلية اللبنانية المعلنة (1975-1990) شاهدنا انهيار مؤسسات الثقافة، من مهرجانات بعلبك الدولية ومسرحها، إلى محاضرات الندوة اللبنانية، إلى حلقة المسرح اللبناني، إلى مدرسة منير أبو دبس إلى المسرح الجامعي وسائر المشروعات المسرحية العريقة أو الوليدة يومذاك، إلى دار الفن والأدب فضلاً عن مجلة «شعر». وربما كان احتراق المسرح الوطني الذي أوقف قلب بطله الشاب حسن علاء الدين (شوشو) مع الطلقات الأولى للحرب أعمق رمز لذلك الخراب.
أذكر ما فعلته الحرب بصروح المعنى تلك. أذكر كفاح ميشال أسمر لمواصلة جهود الندوة اللبنانية في إقامة الحوار. أذكر انضمامه إلى السيد موسى الصدر لما اعتصم في المسجد، وأذكر الذين تبعوه. أذكر محاولات جانين ربيز للحفاظ على دار الفن والأدب واستعادة فسحة الحياة الثقافية اليومية، فسحة للتفكير والإبداع خارج ساحات التذابح الأهلي. أذكر حفلة الرحابنة الأخيرة في دمشق، قبل تفرقهم، وفيروز تغني تلك الأغنية الغاضبة اليائسة: «بحبك يا لبنان بجنونك بحبك». أذكر مساعي سعاد نجار ولجنة المسرح في مهرجانات بعلبك الدولية لاستعادة بديل من مسرح القنطاري. وكيف أنسى عناد أدونيس وإصراره على مواصلة إصدار «مواقف» رغم ظروف الحرب؟
هذه الحركات الثقافية التي نهض بها شجعان راؤون، تطلّعت إلى بناء حصون المعنى وواحات الفكر والنقد والعطاء، ورسمت معارج الصعود قبل أن يضرب الوطن صراع بنيه. وآمل أن يجد القارئ في فصول هذا الكتاب استرجاعاً لبعض ظلالها.
***
أمّا الفصل السادس الذي يحمل عنوان «أضواء» فهو يقدّم عدداً محدوداً من الأعلام الذين نشطوا في مواقع ثقافية مختلفة، هي في صميم الإبداع بل تتجاوز حدوده. هؤلاء المثقفون لا يحصرهم جيل واحد ولا تخصّص واحد، ولا كتاب واحد. والأسماء الواردة في هذا الفصل، على أهميتها، محدودة جداً، وتقتصر على بعض الشخصيات التي كنتُ شاهدة على خصوصية حضورها.
فعلى الرغم من إجحاف الظروف وغياب الشروط العامة، وتهديد الحرب، وانهيار المؤسسات، يمكن القول إنّ المثقّف الفرد والفنان الفرد، هو الذي بقي حاضراً متحركاً فاعلاً؛ وهو الذي تواصَلَ الرهان عليه، لتحفيز التقدم والوئام وتبديد الظلام؛ إنه الذي كان عليه ألاّ يتخلى عن أي موقع أو منبر أو مناسبة للكلام، عن أي حصن أخير أو خشبة أخيرة، مهما ضاق الهامش وبدت الفرص نادرة.
ويمكنني أن أصف الكتابة الأدبية والحراك الثقافي في لبنان، منذ بداية النهضة حتى اليوم، بمشروع متجدّد لإبداع يوتوبيا مرتجاة. وهل أهل هذا الكتاب إلاّ أصحاب أسئلة ومشروعات وأحلام؟ كلٌّ منهم ساءل الثقافة العربية في نصف القرن الأخير وعمل في ميدانه على إحيائها والخروج بها من مأزق الجمود والتخلف، وإيقاد شعلتها والسير بها نحو ذروة في تاريخ اختصاصه.
نيسان/ أبريل 2011 خ. س.



الفصل الأول الندوة اللبنانية: بيت الفكر ومرصد التحوّلات



ميشال أسمرمؤسس «الندوة اللبنانية»
«الندوة اللبنانية» أسّسها الرائد الراحل ميشال أسمر عام 1946، وبدأت نشاطها في خريف ذلك العام. ولا تخفى العلاقة بين تاريخ التأسيس وتاريخ استقلال لبنان الفعلي بعد جلاء الفرنسيين.
«الندوة اللبنانية»، مع استقلالها التام عن الدولة ومؤسساتها، ومع كونها مبادرة فردية وبلا ثروات، ومؤسسة أهلية مدنية بشكل كامل، قد وجّهت نشاطها وجهة «تفكير» الدولة، إذا صحّت هذه التّعدية، وتفكير القانون و«دولة القانون والمؤسسات».
ميشال أسمر، هذا المواطن العادي، لكن المواطن المثقف الرائي، استدرج المثقفين وأهل الاختصاص إلى الخروج من حصرية اختصاصهم ومن أبراجهم العلمية إلى موقع لطرح الأفكار واختراق جدران الدولة والإدارات وأنظمتها بالرؤى، بالتحليل، والمقترحات، بحيث ينهض العلم رافداً مضيئاً، وتنهض الثقافة بدورها كرافد ومحرك للأفكار الجديدة.
كان ميشال أسمر، في ذلك، يغتذي من مصدرين للإلهام: المثقف العربي النهضوي، والمثقف الحديث المسؤول، كما عبّر عنه مثقفو مطالع القرن العشرين في العالم وأصوات المثقفين أثناء الحرب العالمية الثانية.
فكانت «الندوة اللبنانية» مؤسسة معرفة قانونية وإنارة حقوقي

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents