مذكرات ملحد سابق
34 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

مذكرات ملحد سابق , livre ebook

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
34 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

(محمد) مبتعثٌ لأمريكا.. قرَّرَ أن يبتعدَ عن الالتزام الديني، فلا صلاة، ولا صوم.. الشكُّ يأكل عقله.. والأسئلة تأخذ بتلابيب روحه.. فلا إجابات!عمل بمكتبة قريبة من سكنه بنيويورك، واطلع على مجموعة كتب عن الشيوعية والاشتراكية، فوجدت قبولًا في نفسه.. فأصبح ملحدًا!!يصطدم بزميلته في السَّكَنِ (مارثا هيجِنز)، التي تناقشه في اتِّجاهه الجديد الذي قرّرمن خلاله أن يعيش بلا دين، وتحاول أن تقنعه بأهمية الإيمان الصوفي. الذي يرتقي بالروح إلى عالم نورانيٍّ ساحرٍ، وأخَّاذ.ماذا فعل (محمد) بعد أن عكف على قراءة مؤلفات (مصطفى محمود)، و(عبد الرحمن بدوي)، وغيرهما ممَّن اهتمُّوا بمناقشة قضية الإيمان والإلحاد؟هل يراجع (محمد) "نظرية النشوء والارتقاء" التي يتَّكِئ عليها الملحدين في تبنِّي نظرية الإلحاد؟؟اقرأ الرواية وعش الرحلة النورانية متفاعلا مع وجدان البطل وأحاسيسه..

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2021
Nombre de lectures 17
EAN13 9781005072247
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0500€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

مُذَكِّرَاتُ مُلْحِدٍ سَابِقٍ
بقلم: شعبان منير
إعداد وتحرير: رأفت علام
مكتبة المشرق الإلكترونية
تم إعداد وجمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.
صدر في أبريل 2021 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر
Table of Contents مُذَكِّرَاتُ مُلْحِدٍ سَابِقٍ الإهداء تنبيه مُذَكِّرَات مُلْحِد سَابِق يوم السفر: نيويورك: في المسكن: دقَّات على الباب في منتصف الليل: مقابلة مع دكتور "جيرهارد ميتشيل": شهر إجازة في مصر: اهتمام: السفر مرة أخرى: أول صلاة: لما وجدها:
الإهداء
إلى الأديب والمفكر الدكتور/ مصطفى محمود.
إليك في مرقدك أهديك هذه الرواية..
و.. إلى العملاق مصطفى صادق الرافعي في قبره، فالكل مدينون له.
شعبان منير
تنبيه
الكاتب ينوّه إلى أنَّ أيَّة جُمَلٍ، أو عباراتٍ ذُكِرَتْ على لسان بطل قصة (مذكرات ملحد سابق) هي من بين ثنايا العمل الأدبي، وممّا تقتضيه دراما القصة.. وأن الكاتب يعتزُّ بدينه، وعقيدته كلَّ الاعتزاز، ويفخر بكونه مسلمًا.. ويحبُّ الحضارة الإسلامية التي استوعبت كلَّ علوم الأرض.
مُذَكِّرَات مُلْحِد سَابِق
لعلك تستغرب الآن من عنوان تلك المذكرات...
ولكن اجعل بالك طويلًا، وخذ نفسًا عميقًا.. واستلق على أريكتك، وأدِرْ بعض الموسيقى الهادئة.. وإن كانت تشغل عقلك عمَّا تقرأ، فلا بأس من أن تذهل عنها، وتنعم بالهدوء أثناء تصفُّحك أوراقي..
عليك أن تلحظِّ أنِّي كنت متفوّقًا في دراستي، وحصلت على امتياز في البكالوريوس، ممَّا أهَّلني أن أكون معيدًا بالكلية.. ومن ثمَّ حضَّرتُ للماجستير، ثم حصلت على الدكتوراه في الأمراض الباطنة.. وفي تخصُّص دقيق، وهو " وظائف البنكرياس".. هل تعرف البنكرياس؟! اعذرني، فأنا لا أختبرك، لكنِّي قضيت عشر سنوات من عمري أدرس الكبد والبنكرياس.. ووظائف كليهما..
كانت الأطروحة الكبرى في أمراض الكبد والبنكرياس كما قلت لك.. سافرت واغتربت من أجلها. قطعت سبع ساعات كاملة في الطائرة، وخمس سنوات ذقت فيها العذاب. حتى ظفرت بها..
اسمح لي بأن أعرفك بنفسي.. اسمي محمد.. ولا تعجب؛ لأني سوف أحدثك عن مرحلة مهمَّةٍ من حياتي تبنَّيْتُ فيها نظرية الإلحاد!..
نعم، كنت ملحدًا!.. لا أريد اختيار الكلمات، أو تنميقها. أو اختيار المحسِّنات البديعية المتكلّفة.. ولن أستعرض ثقافتي، أو أتحاذق.. فأنا أشفق عليك من الملل..
حسنًا، سوف أدخل في الموضوع..
وُلِدت في بيتٍ قاهريٍّ مُرَفّه، فأبي طبيب للقلب.. عيادته تقع في قلب القاهرة، منطقة الزمالك، حيث الثقافة والعلم، والمباني الكلاسيكية العتيقة، والبرستيج، وحفلات المجتمع الراقي..
لم يكن أبي يشرب الخمر. ولم يكن محافظًا على الصلاة! بل هو يصلي في العيد، ورمضان فقط..
أمي سيدة مجتمع تهتمّ بالجمعيات، والوجاهة الاجتماعية!
أدخلني أبي مدرسة "كلية فيكتوريا"، ذلك المعهد العريق الذي لا يقبل إلّا أبناء الأغنياء.. ففيه تعلم العديد من الرؤساء، والملوك، والوزراء...
اضطررت للابتعاد عن والديّ- بالمناسبة كنت وحيدًا- فكنت أقضي فترة الدراسة في القسم الداخلي. وأحضر إلى القاهرة في فترة الإجازة.. لكني رغم ذلك لم أنعم بِبِرّ أبَوَيّ، فكلاهما مشغولان دائمًا.. أبي مشغول بأبحاثه ومؤتمراته، وضيوفه.. نعم، كان يعقد صالونًا طبّيًّا كل أسبوع يفرغ له نفسه، ويمتد من الساعة الثامنة إلى قبيل الساعات الأولى من الصباح..
كان أبي مستقيمًا، فلم أعهد عليه شرب الخمر، ولم أكن أراه يمسك سيجارة.. نظرية الالتزام يقدّسها حرفيّا. إنه ملتزمٌ تُجاه مرضاه في العيادة.. والمستشفى الذي يملكه، والمؤتمرات وووو إلّا التزامه تُجاهي أنا!
لا أذكر أنه أخذني في رحلة ما.. هو أسبوع واحد فقط نقضيه في الغردقة، أو شرم الشيخ.
لم يمنّ عليَّ بحضن واحد!.. هو يفهم الالتزام تُجاهي بتوفير المأكل والمشرب، والعلاج إذا أصابني مرض ما.. أما المحبة والحُنُوّ، والإشفاق. والنصح، فتلك أمور ثانوية لا تعنيه! مع أنها تعني كلّ شيء بالنسبة لي..
أمي... ماذا أقول عنها؟ إنها سيدة المجتمع التي تبذل من وقتها وحياتها للفئات المحرومة، والمهَمّشة في العشوائيّات.. بينما أنا.. مطروح من حساباتها.. كلما ناديت عليها.. لا ترد.. وإذا ردَّتْ.. أجدها سريعة الأنفاس.. تلهث، فهي تريد أن تلحق اجتماع الماريوت، حيث مؤتمر" رعاية أطفال الشوارع"! أو أجدها منهمكة في وضع الكريمات المرطِّبة على وجهها، فبشرتها حساسة!
أو تكتب خطبة منمَّقة ستلقيها في اجتماع الحزب، فهي أمينة المرأة بحزب "الحضارة والتنمية".. منذ سنوات حصلت على عضوية "البرلمان" ضمن النسبة التي يعيّنها الرئيس!
وكانت قد تقدّمت للترشُّح في الانتخابات في الدورة السابقة في حيٍّ من الأحياء الشعبية التي تقدّم لها خدماتها، ولكنها للأسف لم تحصل إلّا على نسبة ضئيلة جِدًّا، كانت كفيلة بخسارتها! نعم خسرت بعد كل هذه الخدمات المدفوعة، وغير المدفوعة لأبناء الدائرة التي كانت مرشحة فيها.. يبدو أن المال الذي دفعته لكثير منهم قبل دخول اللجنة والتصويت بنعم على اسمها لم يجدِ نفعًا!
تقدّمت إلى الثانوية الإنجليزية.. وحصلت على مجموع أهَّلني للالتحاق بالجامعة الأمريكية بقلب القاهرة..
وقتها احتجت إلى أن أتفاهم مع كلٍّ منهما في رسم مستقبلي، فلم أجد أحدًا منهما يستمع إليّ، جملة واحدة قالها أبي لي.. عندما قلت له: أريد أن أستشير حضرتك فيما أنا مُقدِمٌ عليه، فأنا أفضِّل كلية الطب لاستكمال الدراسة.. قال لي وهو يهمّ بالانصراف: أنا واثق في اختياراتك!
هكذا دون زيادة..
ذهبت لأمي، فوجدتها لديها موعد في أمانة الحزب، قالت لي على عَجَلٍ: أنا ليس لَدَيّ وقت لك.. استشر "بابا"!
أذكر عندما بدأت مرحلة المراهقة عندي، اضطررت إلى قراءة كتب علم النفس حتى أتعرف على تلك التغييرات التي سوف تحدث لي، ولما احتلمت للمرة الأولى كنت حائرًا جِدًّا لم أعرف ماذا أفعل مع حالتي تلك! بحثت عن أبي حتى يفسر لي بعض الأشياء. لكنه- كالعادة- لم يكن موجودًا.. كان في مؤتمر بالولايات المتحدة. ومكث بعدها أسبوعًا آخرَ يتفاوض على استيراد جهاز للرنين المغناطيسي للمستشفى!
خجلت من أن أتحدث في هذا الموضوع مع أمي، فليس من عادة الصبيان أن يتحدثوا لأمهاتهم في مثل تلك الأمور الحساسة!
كان معي بالمدرسة بعضٌ من أصدقائي اضطروا إلى أن يبحثوا عن هذا الأمر في المجلات، فوقعت في أيديهم مجلة "طبيبك الخاص" التي كانت تنشر موضوعات خاصة بالتربية الجنسية..، فأورثتهم تأثيرًا عكسيًّا، فكانوا يشترون من ضعاف النفوس الأفلام والمجلات "إيّاها"، ولما وجدت فساد أخلاقهم... ابتعدت عندهم.. إنه الالتزام الخلقي يا صديقي!
لم يكن "الدين" يشغل لي حيّزًا في مرحلتي الأولى حتى دخلت الجامعة الأمريكية..
فلم أهتم بالصلاة، أو الصيام.. أعرف أن جدي لأبي كان أزهريًّا. لكني لم أكن أرى أبي يذهب لزيارته أبدًا.. ويوم أن مات اضطرّ اضطرارًا للذهاب إلى القرية التي هي مسقط رأس العائلة.. اضطر إلى الذهاب إلى هناك حتى لا يتكلم الناس في حقِّه.. ورغم ذلك ظلُّوا يتهامسون في العزاء.. على ذلك الطبيب المشهور من القاهرة الذي لم يسأل عن أبيه طوال حياته!.. ويوم أن حضر.. أتى ليأخذ فيه العزاء!
عرفت بعدها السر في ذلك.. حيث كان أبي قد اختلف ذات مرة حول مسألة القدر مع الجد الأزهري المتمسك بتعاليم الدين بدرجة كبيرة، حيث كانت آراء الأئمة عنده مقدسة وغالية.. لم يحتمل جدي النقاش.. واتهم أبي بالكفر! وطرده من البيت.. خرج أبي بعدها من القرية مطرودًا.. وقاسى في ربوع القاهرة.. مرارة الحرمان من الطعام، والشراب، والمسكن..كل ذلك خلق منه إنسانًا آخر. سكن في غرفة تعاف الكلاب أن تسكن فيها.. وصبر على شظف العيش، وكافح حتى حصل على بكالوريوس الطب بامتياز، وكان يستعين على تدبير شؤونه بالعمل حتى ساعات متأخرة من الليل. اعتاد على النوم ثلاث ساعات فقط.. نعم لقد ضبط ساعته البيولوجية على هذا القدر فقط .. ساوموه على أن يكون معيدًا. لكنه رسم لنفسه خطًّا آخر.. أن يبني مستشفاه الخاص، وعيادته الخاصة في أفخم مكان بقلب القاهرة... وبعد سنوات حصل على الدكتوراه.. وذاع صيته بين الناس.. فكان يطلبه الوزراء والسفراء؛ لأنهم كانوا يثقون في براعته.. فقد كان من المعدودين في مجال جراحات القلب...
لاحظت عليه في إحدى الليالي.. في الأسبوع الأول من وفاة جدي.. أنه يبكي.. نعم كان يبكي.. أبي الذي كان صامدًا كالجبل الأشمِّ.. لا يهزُّه أيُّ شيءٍ..يبكي!
عمل أبي بوصية أبيه الوحيدة.. فقد أوصى بألَّا تباع مكتبته العامرة بالكتب الدينية، والأدبية، ودواوين الشعر..
فقرَّر أن يفرِّغَ لها غرفة من الفيلّا، وتركها بحالتها من الإهمال، والأتربة..
في السنة الأولى من دراستي الجامعية.. تملَّكني الفضول بأن أدخل لغرفة المكتبة
" المهملة"، فدلفت إليها.. لم يضع أبي قفلًا على الباب، فمن الذي يريد شيئًا من مكتبة مليئة بالكتب العتيقة!..
في منتصف الثمانينيات، لم يكن لدينا محمول، أو تابلت، أو وسائل اتصال اجتماعي.. والتلفاز كان يعرض أفلامًا عتيقة بالأبيض والأسود، وأخرى ملونة من نوعية شاطئ الذكريات، والتعويذة!
اضطررت هروبًا من الملل إلى الدخول دون إذنٍ لأرى الكتب، وأستكشف ما فيها..
وجدت تلالًا منها مكوَّمة، ومربوطة بأربطة عتيقة.. تعلوها الأتربة.. كلّما فككت واحدة من تلك الأربطة يتناثر التراب على ملابسي. وتصيبني "كُحّة" غريبة!
وجدت العديد من تفاسير القرآن الكريم.. كلها مكتوبة بلغة عتيقة لم أفهمها.. لغة تستخدم مفردات تحتاج قاموسًا حتى أفكّ طلاسمها.. أنا الطالب في الجامعة الأمريكية، الذي لم يقرأ طوال ثمانية عشر عامًا إلّا بالإنجليزية، أو الفرنسية أو الألمانية.. ها أنا حائر أمام بضع جمل في تفسير لا أستطيع أن أفهمه..
ما بين كتب ابن تيمية، الذي نطقته في أول الأمر" ابن تميممة"، وابن القيّم، وابن كثير.. تهت، وحرت.
قررت أن أتصفَّحَ كتب الفقه، فوجدت كتاب "الفقه على المذاهب الأربعة"، فتحته لأعرف بعض أحكام الصلاة لعلِّي أتعلم شيئًا، لكني وجدت تفريعات، وأقوالًا يتوه فيها المتخصص نفسه، فما بالك بطالبٍ لم يركع في حياته في الصلاة إلَّا في العيد!
ثم... وقعت عيناي على كتاب "فقه السُّنّة" لأحد الشيوخ نسيت اسمه الآن، هنا وجدت ضالتي، فتحته، واستغرقت في قراءته.. باب الطهارة والوضوء كانا ممتعَيْن.. حتى دخلت إلى باب الصلاة.. عرفت أن الصلاة فرضٌ على كلِّ مسلم، وأن المسلم الذي لا يصلي يعَدُّ مرتكبًا لكبيرة من كبائر الذنوب..
تبحرت قليلًا، فوجدت مناظرة بين إمامين من أئمة الفقه، لكني وجدت أن أحدهما يكفر تارك الصلاة!
نعم، لقد استند كلاهما على أحاديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكن هناك آيات تقول إن الله: "لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" هكذا هو مذكور في القرآن الكريم.. ولكن ما هذا التعارض(وتلك كانت أول بذرة للإلحاد زرعها الشيطان في نفسي). طاردت تلك الفكرة من نفسي، فكيف يكون بين القرآن الكريم، والأحاديث النبوية تعارضٌ.
لا بُدّ أن فهمي مختلط، ومشوَّش، وآثم..
قررت أن أتوقف حتى أبحث في هذه المسألة..
ذهبت لمكتبة الجامعة، وأرشدني الموظف إلى القسم العربي.. فتوجَّهت إليه.. وجدت هدوءًا غريبًا، فلم يكن بالقسم إلّا عدد قليل جِدًّا يُعَدُّ على أصابع اليد الواحدة.. كنت أنا خامس واحد أجلس بينهم!
ستسألني وماذا عن مكتبة جدك.. سأجيبك..
لما وجدت أن أسلوب الكتب "صعبًا" على مثلي.. قررت أن أدع تلك المكتبة بما فيها.. وأن أبحث عن كتب بسيطة تشرح الدين بأسلوب سهل..
كان عليّ أن أسأل أحد الدكاترة

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents