مملكة جهنم والخمر
29 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

مملكة جهنم والخمر , livre ebook

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
29 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

يُعرَف عن «تولستوي» أنه كان مؤمنًا بالله، ملتزمًا بالوصايا العشر، يَنشُد الحقيقةَ ما أمكَنَه، لكنه أيضًا كان يرفض أن يكون تابعًا لأي تنظيمٍ أو مؤسسةٍ دينية، وبالأخص الكنيسة؛ حيث اعتبرها أمرًا طارئًا غريبًا على المسيحية، احتكَرَ كبارُها الحقيقةَ وفسَّروها بما يوافِق هواهم ويحقِّق مصالِحَهم الممثَّلة في مكاسبهم المادية وسيطرتهم على أتباع المسيح. ولما كانت آراءُ «تولستوي» في الديانة المسيحية بشكلها الحاليِّ تحتاج إلى صفحاتٍ طوالٍ لعَرْضها، فسنكتفي بقولِ إنه طالما أنكَرَ بعضَ الأمور التي رآها دخيلةً على تعاليم المسيح الأولى وتُخالف ما نادى به؛ فبعدَ أن هدمَتْ رسالةُ المسيح مملكةَ الشر الجهنمية وقيَّدتْ زعيمَها «إبليس»، عادت الخطايا تشتعل في قلوب البشر من جديدٍ ممهِّدةً لعودةِ مملكة الشيطان الزائلة، على حد قوله.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 03 janvier 2020
Nombre de lectures 2
EAN13 978977149183X
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

مملكة جهنم والخمر

تأليف
ليو تولستوي

ترجمة
سليم قبعين

جمع وتحرير: رأفت علام

مكتبة المشرق الإلكترونية
تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.
صدر في مارس 2020 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر

Arabic Language Translation Copyright © 2020 Al-Mashreq eBookstore
The Overthrow of Hell and Its Restoration / Leo Tolstoy
ليو تولستوي

الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي (9 سبتمبر 1828- 20 نوفمبر 1910) من عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي ، يعد من أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.
كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب داخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينغ في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.

أصول العائلة
كانت عائلة تولستوي من العائلات المعروفة من بين النبلاء الروس القدامى، الذين يعود نسب أجدادهم إلى رجل نبيل أسطوري يُدعى إندريس والذي وصفه بيوتر تولستوي بأنه جاء «من نيميك، من أراضي قيصر» إلى تشيرنيغوف في عام 1353 مع ولديه ليتفينوس (أو ليتفونيس) وزيمونتين (أو زيغمونت) إلى جانب جيش مؤلف من 3000 شخص. على الرغم من أن كلمة «نيميك – باللغة التشيكية: Němec » كانت تُستخدم منذ زمن طويل لوصف الألمان فقط، استُخدِمَت في ذلك الوقت في وصف الشخص الأجنبي الذي لا يتحدث الروسية (وهي مشتقة من كلمة «نيموي – بالروسية: nemoy والتي تعني «الأبكم – بالانجليزية: mute). اهتدى اندريس إلى الديانة الأرثوذكسية الشرقية، وغيّر اسمه ليصبح ليونتي، وعلى إثر ذلك، سُميّ أبنائه كونستانتين وفيودور. كان أندري خاريتونوفيتش حفيد كونستانتين يُلقّب باسم تولستي (تُترجم الكلمة إلى فات: وهي تعني بالعربية: الشخص السمين – بالانجليزية : fat)، ولقّبه فاسيلي الثاني ملك موسكو بهذا اللقب بعد انتقاله من تشرنيغوف إلى موسكو..
بسبب تعدّد الأسماء الوثنية وحقيقة أن تشرنيغوف في ذلك الوقت كانت تحت حكم ديميتريوس آي ستارشي، أجمع بعض الباحثين إلى أن أصولهم من الليتوانيين الذين قدموا من دوقية ليتوانيا الكبرى. في الوقت ذاته، لم يُعثر على أي ذكر لإندريس ضمن الوثائق الموجودة من القرن الرابع عشر إلى القرن السادس عشر، في حين فُقِدَت وثائق تشرنيغوف التي استخدمها بيوتر تولستوي كمرجع لأبحاثه. عاش أيضًا أول أفراد عائلة تولستوي خلال القرن السابع عشر، وبالتالي يعتبر بيوتر تولستوي نفسه مؤسس المنزل النبيل، هناك حيث حصل بطرس الأكبر على لقب الكونت.

موقفه من الثقافة العربية
لقد أضمر الكاتب الروسي احتراماً خاصاً للأدب العربي، والثقافة العربية، والأدب الشعبي العربي، فعرف الحكايات العربية منذ طفولته، وعرف حكاية "علاء الدين والمصباح السحري"، وقرأ "ألف ليلة وليلة"، وعرف حكاية "علي بابا والأربعون حرامي"، وحكاية "قمر الزمان بين الملك شهرمان"، ولقد ذكر هاتين الحكايتين ضمن قائمة الحكايات، التي تركت في نفسهِ أثراً كبيراً، قبل أن يصبح عمره أربعة عشر عاماً. وهناك دليل آخر على احترام ليو تولستوي للتراث العربي. فيذكر الكاتب، أنّه أمضى إحدى الليالي في غرفة جدته، وأصغى إلى حكايات المحدث الأعمى ليف ستيبا نفتش، الذي كان يعرف حكاياتٍ عربيةً كثيرةً، ومنها حكاية "قمر الزمان بن الملك شهرمان".
كتب ف.ف.لازورسكي في مذكراته:"وحدثنا ليف نيكولايفتش حكايةً عربيةً، من "ألف ليلة وليلة"، حيث تحول الساحرة الأمير إلى فرسٍ، إنّه يحبّ كثيراً الحكايات العربية، ويقدرّها تقديراً عالياً. ويقول: يجب معرفتها منذ الطفولة..
ويرى تولستوي إنّها نافعة أكثر من مقالة "ماهي الليبرالية"، التي نشرت في مجلة "النقد الأدبي"(162،ص 460).
عتب تولستوي على خ.د. التشيفسكيا، لأنّها لم تضمّن قائمة الكتب المقترحة للقراءة الشعبية الحكايات العربية فكتب لها، "لماذا لم تقترحي الحكايات العربية؟ إنّ الشعب يرغب في قراءتها! هذا تقصير من جانبك"، وأستلم تولستوي، في السنة الأخيرة من عمرهِ، طبعةً فرنسيةً جديدةً "لألف ليلة وليلة"، وقرأها من جديدٍ بكلّ سرورٍ..
تعود علاقة تولستوي الأولى بالأدب الشعبي العربي إلى عام 1882م، فلقد نشر في ملحق مجلته التربوية (يا سنايا بوليانا)، بعض الحكايات العربية الشعبية، منها حكاية "علي بابا والأربعين حرامي". ويظهر تأثر ليو تولستوي بألف ليلة وليلة في روايته لحن كريستر. وأيضا يذكر انه تراسل مع الامام محمد عبده ولكن توفى الاثنان ولم يكملوا تحاورهم بعد رسالتين فقط.

وفاته
في 20 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910م، توفي تولستوي في قرية استابو (في محطة القطار) حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما. ودفن في حديقة ضيعة ياسنايا بوليانا. ولم يتم دفنه وفق الطقوس الدينية الأرثوذكسية، لأنه رفض أن يُدفن حسب تعاليم الكنيسة أو أن يوضع صليب على قبره لأنه كان كاشفا لزيف رجال الدين والكنيسة وقتها بعدم مناصرتها للفقراء والوقوف مع القياصرة والظلم.
صورة للفيلسوف ليو تولستوي
(آخر رسم له)
كلمة للمعرب
لا أزيد القراء تعريفًا بالفيلسوف تولستوي، فإن مجرد ذكر اسمه يكفي للدلالة على شهرته؛ فهو فيلسوف هذا العصر الفرد بإجماع فلاسفة أوروبا وأميركا الذين اعترفوا له بسمو المدارك وسعة الاطلاع واستقامة المبادئ وحصافة الآراء. ولا عجب، فقد أفاض على العالم أجمع ينابيع الحكمة السامية، وعلَّم الناس كيف يعيشون، وأرشدهم إلى الطريق المؤدي إلى قمة الكمال الإنساني الذي لم يسبقه فيلسوف إلى تعريفه الحقيقي، ولم تتوصل أبحاث فطاحل العلماء إلى ما وصل إليه من المباحث بشأنه؛ فقد كشف النقاب عن كثير من الأسرار الغامضة. ومما تفرد به تولستوي إمكانه تصوير أنفس الناس تصويرًا حقيقيًّا يدركه مطالعو كتبه لأول وهلة. وقد فاق من سبقه من الفلاسفة ببساطة فلسفته؛ فهي سهلة المأخذ، قريبة المنال، خالية من التعقيد والغموض.
وتولستوي فيلسوف قولًا وفعلًا؛ فإنه زهد هذه الدنيا الباطلة وتنازل عن جميع ممتلكاته الواسعة وأراضيه الشاسعة، واكتفى منها بمنزل تحيطه حديقة وقطعة أرض يستغلُّها بنفسه ويقضي سحابة يومه في الاشتغال بها؛ ليستثمرها ويتقوَّت من محصولها، وعدا ذلك فإنه يخيط ملابسه وحذاءه لأن من رأيه أنه يتحتَّم على الناس أن يداوموا على الشغل الذي هو الوسيلة الوحيدة التي تبعدهم عن الشر وارتكاب الموبقات والانغماس في حَمْأَة الرذائل، فهو بهذا المعنى على رأي الشاعر العربي القائل:

إنَّ الشَّباب والفراغ والجِدَةْ
مفسدة للمرء أي مفسدةْ!
وقد كرس حياته منذ زهد الدنيا للعمل والإرشاد ومساعدة البائسين والمُعْوَزين؛ فقد أنشأ في قرية ياسنايا بوليانا — التي يقيم فيها — مدرسة يعلِّم فيها بعض ساعات، وعند عصر كل يوم يذهب إلى ظاهر القرية ويجلس تحت شجرة معلومة؛ فيجتمع إليه البائسون والمحتاجون، فيعزيهم بكلمات كالبلسم الشافي، ثم يمدهم بالإحسان، وقد اشتُهرت هذه الشجرة في تلك الأرجاء حتى أطلق عليها الأهالي اسم «شجرة الإحسان». وقد قدَّر الناس عمل تولستوي هذا حق قدره، فأرسلوا إليه من جميع الجهات الأموال ليُحْسن بها على من يستحق الرحمة والإحسان.
عرَّبنا هذا الكتاب وطبعناه في القاهرة عام ١٩٠٩ فتخاطفته الأيدي ونفدت نسخه، وقد طلب إلينا كثيرون من جهات متعددة أن نعيد طبعه، فلم يسعنا إلا إجابة طلبهم والنزول على إرادتهم. وقد بوَّبناه تبويبًا جديدًا، وأضفنا إليه مقالة ضافية للفيلسوف عن الخمر وأضراره وأوزاره وما تجرُّه على الإنسانية من الويل والثُّبُور وعظائم الأمور، وقدمناه هدية لمشتركي «الإخاء»، فعسى أن تصادف خدمتنا هذه حسن القبول عند أبناء اللغة العربية.
واللهَ نسأل أن يشد أزرنا لخدمة مواطنينا الشرقيين، إنه أكرم مسئول.

كتبه
سليم قبعين
صاحب مجلة الإخاء
هدم مملكة جهنم وتجديدها

١
قال الفيلسوف: حدث ذلك عندما نشر المسيح تعاليمه بين الناس، تلك التعاليم الواضحة القريبة المنال التي يسهل على كل إنسان فهمها وإدراكها واتِّباع ما جاء فيها من السنن والشرائع، ولا ريب أنها تنقذ الناس التابعين لها من الشر، وتخرجهم من ظلمات الآثام إلى النور الذي شعاره المحبة ودِثَاره الإخاء والمساواة. وقد انتشر ذلك التعليم بسرعة، ولم يقدر أحد أن يقف في وجه انتشاره أو يصدَّ تياره.
إن بعلزبول ١ — أب ورئيس جميع طُغْمَات الشياطين — اضطرب جزعًا وارتعشت أعصابه فزعًا؛ ذلك لأنه علم حق العلم بأن سلطته على الناس أخذت في التقلص والزوال، وأنها ستتلاشى وتصبح أثرًا بعد عين إذا لبث المسيح مواصلًا تعاليمه وكَرَازته، ولم يقاومه أحد مقاومة عنيفة تحول بينه وبين مواصلة التعليم والإرشاد. أجل، لقد اضطرب وجعل يضرب أخماسًا بأسداس، وطفق يُعمل الفكرة الشيطانية لإيقاف تيار ذلك التعليم، فأخذ من الضعف قوة وحرَّض أتباعه والخاضعين له من الفريسيين والكتبة لكي يقاوموا المسيح ويبالغوا في تحقيره وسَوْمِه صنوف العذاب والهوان، وحرَّض تلامذة المسيح وجسَّم لهم الخوف والهلع وزيَّن لهم الهرب وتَرْكَ معلمهم وحيدًا فريدًا دون مؤاسٍ أو عضد. وقد فعل الشيطان ذلك زعمًا منه أن الحكم على المسيح بالموت صلبًا — وما كان يُصْلب في تلك الأيام إلا كبار المجرمين — ثم تحقيره والاستهزاء به وتركه من جميع تلامذته، وأخيرًا أن العذابات والآلام والإهانات؛ تحمل المسيح في آخر دقيقة من حياته على إنكار تعليمه، وهذا الإنكار يقضي القضاء المُبْرم على قوة ذلك التعليم، ولا يدع له قيمة في نظر الناس.
ولكن الأمر جاء على عكس ذلك، فقد ظهرت النتيجة الفاصلة والمسيح معلَّق على الصليب عندما صرخ قائلًا: إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ولمَّا سمع ذلك بعلزبول ارتعش فَرَقًا وأخذ القيد الذي كان معدًّا لتقييد المسيح وقيَّد به رجليه تقييدًا محكمًا، ثم سمع بعد ذلك كلمات المسيح التي لفظها على الصليب بصوتٍ عالٍ، وهي: «يا أبي، اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون»، ثم أتبع المسيح ذلك بقوله: «قد تم وأسلم الروح.»
وقد أدرك بعلزبول حينئذ أن جميع مساعيه ذهبت عبثًا، ومكايده التي كادها ذهبت أدراج الرياح ولم تُجْدِه أقل نفع، فأراد أن ينزع القيود التي قيد بها نفسه عن رجليه ويولي الأدبار فلم يستطع إلى ذلك سبيلًا؛ لأن القيود قُفلت قَفْلًا محكمًا، فحاول فتحها فلم يقدر، وحاول أيضًا أن ينهض بواسطة جناحيه ويطير ولكنهما خاناه ولم يتحركا لا ذات اليمين ولا ذات اليسار. ثم رأى بعلزبول — وهو على تلك الحالة الحرجة — كيف أن المسيح بنوره اللامع وقوته الفعالة فتح أبواب الجحيم، وأبصر أيضًا كيف أن جميع الخُطاة من آدم حتى يهوذا خرجوا منها، ورأى بعينَي رأسه كيف أن جميع أتباعه الشياطين ركنوا إلى الفرار وتفرقوا أيدي سبا، وشاهد سقوط جدران جهنم الأربعة حتى لم يبقَ منها حجر على حجر؛ فخانته قواه ولم يستطع احتمال كل ذلك، فأَنَّ أنينًا مؤلمًا، وسقط سقطة هائلة، وهوى إلى هاوية مظلمة حيث لبث لا يبدي حَرَاكًا ولا يَنْبِس ببنت شفة، وقد أيقن بالبقاء على تلك الحالة إلى الأبد.

٢
مرَّ على ذلك مئة عام، ثم مئتان، ثم ثلاثمئة، حتى إن بعلزبول خانته ذاكرته ولم يعد يذكر الزمن الذي مرَّ عليه،

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents