La lecture à portée de main
Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisDécouvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisVous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Description
Informations
Publié par | Al Mashreq eBookstore |
Date de parution | 20 décembre 2019 |
Nombre de lectures | 5 |
EAN13 | 978977149710X |
Langue | Arabic |
Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.
Extrait
شجرة البؤس
تأليف
طه حسين
جمع وتحرير: رأفت علام
مكتبة المشرق الإلكترونية
تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.
صدر في أكتوبر 2019 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر
الإهداء
هذه صورةٌ للحياة في إقليمٍ من أقاليم مصر آخر القرن الماضي وأول هذا القرن، نقلتُها من صدري إلى القرطاس أثناء الرحلة في لبنان.
فمن الطبيعي أن أُهديَها إلى هذا البلد الكريم، اعترافًا بما أهدى إليَّ من معروف، وما أسدى إليَّ من يدٍ.
طه حسين
الفصل الأول
فرغ الرجلان من صلاة العصر، ومما تعوَّدا في أعقاب الصلوات من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير ودعاء، ثمَّ تحوَّلا عن مجلسيهما إلى مصطبة في ناحية من نواحي الحجرة لا تخلو من ترفٍ؛ فهي لم تُتَّخذ من الطين واللَّبِن، وإنِّما اتُّخِذتْ من الآجُرِّ، وفُرِشَتْ بالرُّخام، وأُلقيت عليها بُسُطٌ ونمارقُ، كدأب البيوت التي كان يسكنها المترفون من التجار وأوساط الناس، الذين كانوا يجدون شيئًا من الكبرياء في تقليد السادة من الترك. ولم يكد الرجلان يأخذان مجلسيهما حتى أقبل الخادم يحمل إلى أحدهما غليونه الطويل، وأقبل خادم آخر من ورائه يحمل إليهما القهوة، وكان واضحًا أن أحدهما، وهو الذي حُمل إليه الغليون، لم يكن من أهل الإقليم، وإنما كان من أهل القاهرة قد جاء إلى الإقليم زائرًا لصاحبه، أو زائرًا وتاجرًا معًا، وقد يقبل من القاهرة إلى الإقليم في زيارته وتجارته مرة أو مرتين في العام، ثمَّ شرب الرجلان قهوتهما في أناة وبطء، لا يقول أحد منهما لصاحبه شيئًا، وأقبل صاحب الغليون على تدخينه، وأخرج الآخر من جيبه علبة بيضية الشكل فأمالها على بعض أصابعه، ثم رفع أصابعه هذه إلى أنفه وتنفس تنفسًا عميقًا، ثم ردَّ العلبة إلى جيبه وأطرق كأنما ينتظر شيئًا، أو كأنما يريد أن ينعم في تفكير عميق، ولكن صاحبه القاهريَّ لم يُتِحْ له ذلك، وإنما قال له في أناة وصوت هادئ: ويحك أبا خالد! &