شجرة البؤس
74 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

شجرة البؤس , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
74 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

لكأنَّ للبؤس شجرة تضرب بجذورها في أرواحنا، تتغذى على أيامنا، وتمتص حيويتنا وآمالنا، ثم تطرح ثمارًا من حَسَكٍ وشَوك نَلُوكُهَا مرغمين، فلا مفرَّ من قدرنا المرسوم. والرواية التي بين يديك هي حكاية فتاة ريفية بائسة لم تَرْفُق بها الحياة، فزادتها آلامًا على آلام؛ فالرجل الذي تزوجها فعل ذلك مضطرًّا إكرامًا لوصية والده الشيخ لا حبًّا وكرامة، فكيف (بالله) يقبل أحد أن يقترن بفقيرة دميمة مثلها؟! فيحيا معها على كرهٍ ومضضٍ، ويزيد من عذابها سوءُ المعاملة التي تصبُّها حماتها عليها طوال الوقت، ثم تنجب بناتٍ لَسْنَ بأحسن حالًا من أمهن، فقد وَرِثْنَ بؤسها، فلا يجدنَ الراحة إلا في ضمَّةِ قبر.

Informations

Publié par
Date de parution 20 décembre 2019
Nombre de lectures 5
EAN13 978977149710X
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

شجرة البؤس

تأليف
طه حسين

جمع وتحرير: رأفت علام

مكتبة المشرق الإلكترونية

تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.

صدر في أكتوبر 2019 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر
الإهداء

هذه صورةٌ للحياة في إقليمٍ من أقاليم مصر آخر القرن الماضي وأول هذا القرن، نقلتُها من صدري إلى القرطاس أثناء الرحلة في لبنان.
فمن الطبيعي أن أُهديَها إلى هذا البلد الكريم، اعترافًا بما أهدى إليَّ من معروف، وما أسدى إليَّ من يدٍ.
طه حسين
الفصل الأول
فرغ الرجلان من صلاة العصر، ومما تعوَّدا في أعقاب الصلوات من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير ودعاء، ثمَّ تحوَّلا عن مجلسيهما إلى مصطبة في ناحية من نواحي الحجرة لا تخلو من ترفٍ؛ فهي لم تُتَّخذ من الطين واللَّبِن، وإنِّما اتُّخِذتْ من الآجُرِّ، وفُرِشَتْ بالرُّخام، وأُلقيت عليها بُسُطٌ ونمارقُ، كدأب البيوت التي كان يسكنها المترفون من التجار وأوساط الناس، الذين كانوا يجدون شيئًا من الكبرياء في تقليد السادة من الترك. ولم يكد الرجلان يأخذان مجلسيهما حتى أقبل الخادم يحمل إلى أحدهما غليونه الطويل، وأقبل خادم آخر من ورائه يحمل إليهما القهوة، وكان واضحًا أن أحدهما، وهو الذي حُمل إليه الغليون، لم يكن من أهل الإقليم، وإنما كان من أهل القاهرة قد جاء إلى الإقليم زائرًا لصاحبه، أو زائرًا وتاجرًا معًا، وقد يقبل من القاهرة إلى الإقليم في زيارته وتجارته مرة أو مرتين في العام، ثمَّ شرب الرجلان قهوتهما في أناة وبطء، لا يقول أحد منهما لصاحبه شيئًا، وأقبل صاحب الغليون على تدخينه، وأخرج الآخر من جيبه علبة بيضية الشكل فأمالها على بعض أصابعه، ثم رفع أصابعه هذه إلى أنفه وتنفس تنفسًا عميقًا، ثم ردَّ العلبة إلى جيبه وأطرق كأنما ينتظر شيئًا، أو كأنما يريد أن ينعم في تفكير عميق، ولكن صاحبه القاهريَّ لم يُتِحْ له ذلك، وإنما قال له في أناة وصوت هادئ: ويحك أبا خالد! &

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents