La lecture à portée de main
Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisDécouvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisVous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Description
Informations
Publié par | Al Mashreq eBookstore |
Date de parution | 04 janvier 2020 |
Nombre de lectures | 0 |
EAN13 | 9789772148872 |
Langue | Arabic |
Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.
Extrait
الشعر العامي
تأليف
مارون عبود
جمع وتحرير: رأفت علام
مكتبة المشرق الإلكترونية
تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.
صدر في أبريل 2020 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر
١٨٨٦–١٩٦٢
القَريَة في أمثالهَا
القرى أهراء المدن، فمنها تَستمِد القوت، من حنطة، وخضار، وفواكه وألبان، ولحوم وخمور، فكأنها معمل، دواليبه الرجال. وكما لا تقف المعامل إلَّا هنيهات، كذلك يظل الفلَّاح في حركة دائمة، فحياته زرع وقلع، وحلب ضرع، صيفه استغلال، إنْ جادت عليه الطبيعة بالأمطار في أوانها. وإنْ جاءت قبل الوقت المناسب أو بعده قعد حسيرًا كئيبًا، يعلل نفسه بحكمة الأمثال التي علَّمته إيَّاها التجاريب، وأَمْلَتْهَا عليه الأيام فيردد: «إنْ فاتك عام استبشر بغيره»، فالقرويُّ صبور، جلود، لا يقنط ولا ييأس، ولا يكاد يسقط حتى يقوم.
لا أدري ماذا يحلُّ بسكان المدن من حكام وعلماء، ومن صناعيين وتجار وعمال، إذا وقف هذا البائس عن العمل، أو قنط ويئس، ولم يحرث أرضه ويُرَبِّ نعاجه؟!
أيأكلون البضائع التي تعج بها مخازنهم وحوانيتهم؟! وهل يطعمهم الدولاب خبزًا وخضارًا ولحمًا؟ ثم من يستهلك منتوجاتهم، وينفِّق بضاعتهم؟! أليس القروي هو المستهلِك والمنتِج في وقت معًا؟! لقد تخيَّل الشاعر الفرنسي سولي برودوم هذه الحالة، ووصفها في إحدى قصائده، فرأى الموت على مقرُبة منه.
فلو لم تسخِّر الطبيعة أبناءها كلًّا لعمل، وتجعل أسلوب حياته رائقًا في عينيه، لما كان ابن القرية يرضى بعزلته وخشونة عيشه، فإذا دخلت القرية نهارًا فقلَّما تجد في بيوتها غير الشيوخ العاجزين، والنساء اللواتي لا يستطعن عملًا، أو اللواتي يهيِّئن الطعام للرجال الكادحين في الحقول، حتى إذا دنت ساعة الغداء، حملن سلال الطعام في يد، وأباريق الماء في يد، وهرولن إلى الحقول حيث تنتظر الرجال الزاد.
إنَّ أيام القروي مملوءة عملًا في جميع الفصول&