La lecture à portée de main
Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisDécouvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement
Je m'inscrisVous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage
Description
Sujets
Informations
Publié par | Al Mashreq eBookstore |
Date de parution | 02 janvier 2020 |
Nombre de lectures | 0 |
EAN13 | 978977149335X |
Langue | Arabic |
Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.
Extrait
اليوم والغد
تأليف
سلامة موسى
جمع وتحرير: رأفت علام
مكتبة المشرق الإلكترونية
تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.
صدر في فبراير 2020 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر
مقدمة
كلما ازددتُ خبرة وتجربة وثقافة توضَّحتْ أمامي أغراضي من الأدب كما أزاوله، فهي تتلخص في أنه يجب علينا أنْ نخرج من آسيا وأنْ نلتحق بأوروبا، فإني كلما زادت معرفتي بالشرق زادت كراهيتي له، وشعوري بأنه غريب عني، وكلما زادت معرفتي بأوروبا زاد حبي لها وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأني منها.
فأنا أزاول حِرفة الأدب؛ لكي أدأب في وعظ أمتي بوجوب كفها عن ممارسة العادات التي اكتسبتها من آسيا، ووجوب اصطناعها عادات أوروبا، أريد حُريَّة المرأة كما يفهمها الأوروبي؛ حتى نأمل يومًا ما في رؤية قاضيات وطبيبات وطيارات ومعلمات ومديرات ووزيرات وعاملات في مصر — كما يرين الآن في أوروبا — ولا أريد أنْ أرى المرأة الشرقية في مصر تلك التي تعرف كيف تأكل الصراصير لكي تسمن، أو تلك التي تعيش خاضعة لزوجها لا رأي لها معه، ولا تستطيع أنْ تعيش بحرفة شريفة لو مات، أو تلك التي تُخفي نفسها بنقاب يوحي إليها أنَّ الرجال لم يخلقوا إلَّا لتأكلها أعينهم الخائنة وتفتض عفافها، وأريد من التعليم أنْ يكون تعليمًا أوروبيًّا لا سلطان للدين عليه ولا دخول له فيه، وأنْ يتولى تعليم اللغة رجال متمدينون يفهمون على الأقل نظرية التطور، ولا ينسبون الشعر العربي لآدم وإبليس، ولا يعتقدون أنَّ اللغة العربية أوسع اللغات الآن، وهي تكدنا في التعبير البسيط، وأريد من الحكومة أنْ تكون ديمقراطية برلمانية كما هي في أوروبا، وأنْ يعاقب كل من يحاول أنْ يجعلها مثل حكومة هرون الرشيد أو المأمون؛ أتوقراطية دينيَّة، وأريد أنْ أرى العائلة المصرية مثل العائلة الأوروبية؛ زوج وزوجة وأولادهما بلا ضرار وبلا ضمد — كما يجري الآن في آسيا — بحيث يعاقب بالسجن