الشعرية في الخبرة الدينية
69 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

الشعرية في الخبرة الدينية , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
69 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

لعل الشعر من أفضل الأساليب لمعالجة الروحانيات. ومن يتطلع، ولو بنظرة سريعة، إلى العالم الإسلامي، يجد أن الشعر قام بدور بارز في التعبير عن الخبرة الدينية. ولعل من أهم من استخدم الشعر للتعبير عن تجربته الدينية أهل التصوف، من العرب: الحلاج وابن عربي وابن الفارض وسواهم، ومن الفرس: جلال الدين الرومي وحافظ وسعدي الشيرازي وفريد الدين العطار. وثمة كذلك متصوّفة من مسلمي شبه القارة الهندية، كتبوا باللغة التركية أو الأوردية أو الفارسية, وأبرزهم محمد إقبال.+++والشعر الديني رمزي يعبّر عن رؤية ذاتية إلى الدين. وتعني هذه الرؤية أنها نظرة إلى العالم مبنية على الرموز والقيم الدينية، وهي، بكلام آخر، تأويل للدين بحسب ما يراه الشاعر. والمقصود بـ"التأويل" التجربة التي خاضها المؤوِّل من حيث هو مؤمنٌ بدين ما، وقد تجلى إيمانه بعد التجربة على شكل رؤية. من هذا المنطلق، يمكن القول إن الرؤية أوسع من الدين لكنها ليست ديناً. ولما كانت الرؤية تأويلاً، لا بد من أنها تسمح بتأويل آخر للرؤية نفسها وللدين نفسه أيضاً.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2008
Nombre de lectures 0
EAN13 9786144253342
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0000€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
Aziz Esmail, The Poetics of Religious Experience Published by I.B. Tauris & Co. Ltd, 2000 in association withThe Institute of © Ismaili StudiesIslamic Publications Ltd, 2000, 2001
© عزيز اسماعيل، 2004، 2011
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2004
الطبعة الإلكترونية، 2011
ISBN-978-614-425-334-2
دار الساقي
بالاشتراك مع معهد الدراسات الإسماعيلية
Islamic Publications Ltd, 2004 ©
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342/113. الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961، فاكس: 866443 1 961
e-mail: info@daralsaqi.com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www.daralsaqi.com



معهد الدراسات الإسماعيلية
تأسس معهد الدراسات الإسماعيلية في لندن عام 1977، بقصد تطوير ودفع وتيرة الدراسات والعلوم الإسلامية في السياق التاريخي المعاصر، ولتحقيق فهم أفضل للإسلام، ولعلاقته بالمجتمعات والديانات الأخرى.
لا تشجّع برامج المعهد وجهات النظر غير المعنية بالتراث الإسلامي والنظريات العقائدية فقط، بل أيضاً تلك التي تسعى لاستكشاف الأفكار الدينية ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية الأكثر اتساعاً. وعليه، تشجّع هذه الأفكار المدخل لدراسة الموضوعات التاريخية والفكرية، وتعير اهتماماً للقضايا المعاصرة التي ظهرت حين حاول المسلمون ربط تراثهم بالواقع المعاصر.
وتوافقاً مع التقليد الإسلامي، تحاول برامج المعهد تشجيع البحث العملي في هذه الحقول، التي لم تلق العناية الكافية نسبياً لدى الباحثين المعاصرين حتى اليوم. وتتضمن هذه البرامج المجالات العقلية والأدبية للشيعة بعامة، والإسلامية الإسماعيلية بخاصة.
وفي الأوساط الإسلامية تُظهر برامج المعهد المجال الواسع، والثقافات المتنوعة، حيث يمارس الإسلام اليوم، من الشرق الأوسط إلى جنوب ووسط آسيا وأفريقيا، إلى العالم الصناعي في الغرب، ولهذا تأخذ في الحسبان تنوع المجالات التي تشكل المُثل والعقائد والممارسات الدينية الإسلامية.
وتشمل منشورات المعهد الأصناف الآتية:
1 ـ مقالات أو دراسات تعالج موضوعات تبحث العلاقة بين الدين والمجتمع في سياق التاريخ والمعاصرة، وبشكل خاص موضوعات ذات علاقة بالإسلام، وتفضل الدراسات ذات الصفة الشمولية لثقافات وأديان أخرى، وحسب الحاجة.
2 ـ إقامة المؤتمرات والندوات العلمية.
3 ـ أعمال تستكشف موضوعاً محدّداً، أو وجهة نظر دينية إسلامية أو ثقافية، أو مساهمة شخصية عامة أو كاتباً.
4 ـ ترجمة نصوص شعرية أو أدبية.
5 ـ تحقيق، أو ترجمة نصوص مهمة أصلية أو دراسة عنها.
6 ـ الدراسات الإسماعيلية.
وهدف المعهد الوحيد من تسهيل هذه المنشورات وغيرها، تشجيع النظرة العلمية والتحليلية الأصلية والناضجة والمفيدة للقضايا ذات العلاقة.
وعليه فإن من الطبيعي وجود وجهات نظر وأفكار وتأويلات متنوعة تطرح آراء يتحمّلها المؤلفون أصحاب الأعمال البارزة.
ويقع هذا الكتاب في الصنف الأول المذكور آنفاً.



مقدّمة المؤلف
هذا البحث هو مبدئياً مقالة في التأويل interpretation، هدفها استخدام آراء فلاسفة معاصرين مهتمين بشؤون اللغة وضعوها في تصرفنا، لتطبيقها على زوايا من التقليد الديني الإسلامي. وأتصوّر، على كل حال، أن هذه المقالة تتطلب العرض في سياق عام، أي أنها لا تستهدف قرّاء معينين، وبالتالي فقد كتبت بطريقة العرض لا بحسب شروط البحث. وهذا يفسّر المنهجية التعليمية التوضيحية في بعض أجزاء هذا النص. ولما كان طالب الفلسفة الحديثة والنقد الأدبي يسلّم بصحة بعض المفاهيم الخاصة (مثل مفاهيم الفلسفة الهرمنطيقية)، وجدت من الضروري تفسيرها مفصَّلةً وأحياناً تبسيطها. وآمل بذلك أن يقرأها القارئ المعتاد مفاهيم من هذا القبيل في السياق الذي أنويه.
وفي الوقت عينه، فإن من الغباوة إنكار أن هذه المقالة تطمح إلى تقديم مساهمة للتفكير في الإسلام (برغم أنه لا يحق لي الحكم على نجاحها في ذلك). والموقف الذي تلحّ عليه هذه المقالة لا يخصّ الموضوع المعالج هنا بطرية تقليدية (التقليدية هنا لا تعني أسلوب الكتابة السردية عن الإسلام فقط، بل معيار المعرفة العليا أيضاً). وما تناقشه المقالة في الصفحات الآتية آمل أن يساعد على توليد ما هو جدير على الأقل بالاعتبار المناسب.
الرأي الذي نعرضه هنا لا يهمّ المفكرين وحدهم. إنه يقدّم شيئاً ما ـ كما يمكن القول ـ لقضايا المجتمع والثقافة ولو من طرف عرضي. وثمة قضية قوية لفرضية أن بعض القضايا المعالجة هنا مثل مكانة المقدّس في الثقافة الإنسانية. لا تقل أهمية في المجتمع عن قضايا أكثر وضوحاً وإلحاحاً الآن مثل قضايا السلطة والتنمية الاقتصادية. وهذا هو الواقع الحالي في المجتمعات الصناعية ولكنه كذلك حتى في البلدان النامية حيث يشغل الفقر والظلم والحرب الموضوعات المركزية من الاهتمام هناك، وحيث تبدو مناقشات ذات طبيعة فلسفية في أفضل حالاتها ترفاً زائداً أو تشتيتاً للجهد لا فائدة منه في أسوئها، فإن القضايا التي تتطرق إليها هذه المقالة تبقى ذات صلة وثيقة بمشكلات آنية وحاضرة لا بد من معالجتها. قد تكون الصلة غير مباشرة، وشديدة التعقيد، لكنها موجودة. وهي أكثر وضوحاً وارتباطاً بالمجتمع المسلم حين يمكن تمييزها بسهولة أكثر من سواه من المجتمعات. وليس من الصعب إدراك الطريقة التي فهمت المجتمعات غير المسلمة الإسلام، وعواقب هذه الطريقة في الحياة اليومية وأن ثمة بدائل لفهم الثقافة الإسلامية تدعم وقد تشجّع سلوكاً بديلاً في الحياة في المجتمع.
بما أن المناقشة طويلة، فقد كتبت هذه المقالة في نسق واحد ودفعة واحدة. لذلك آمل أن تُقرأ كاملةً. علماً أن مقاطع المقالة المختلفة لا تكوّن فصولاً، بل هي محطات متوالية على طريق مناقشة عامة.
أود أن أشكر للسيد النور ميرشنت عنايته بتماسك الترجمة وترتيب النص والملاحظات، وللسيد قطب قاسم مراجعته النص وتحريره وتهيئته للنشر، كذلك أشكر السيدة رينا بيشوب (سكرتيرتي) التي عانت في تنضيد المسودة المكتوبة بخط يدي والملأى بالإدخالات والإصلاحات إلى الكمبيوتر.



مقدّمة المترجم
حين تلقيت نسخة بحثه هذه، التي أضع ترجمتها بين أيدي قرّاء العربية، نظرت إلى حجم الكتاب فما راقني، وكدت أزهد به لولا حبّي لمؤلفه. قرأت هذا الكتاب مرة واحدة وسريعاً فرأيت فيه ما يستحقّ العناية والاهتمام. عدت إليه بقراءة فاحصة ونقدية، فشهدت فيه ما ألمحت إليه قراءتي الأولى. في القراءة الثالثة عرفت مدى عمقه فكراً وأسلوباً بعد أن فهمت ـ كما أعتقد ـ مرماه. أما عندما عزمت على ترجمته؛ والترجمة تحكّم وتأويل وفهم وإعادة إنتاج، فقد واجهت صعوبة بالغة، احتجت معها إلى صبر كبير، واستعنت بكثير من التأمل والتفكير وطلبت العون ممن يرتجى منهم ونلته.
وأعترف أن في ترجمتي نقصاً يعود إليّ بالدرجة الأولى. وله سببان: الأول، أعتبر أسلوب الكاتب وفكره من ممتلكاته الشخصية، ولا أجرؤ على التعدي عليهما مهما حاولت وتشجعت، لذلك، وبدواعي الأمانة كثيراً ما ألجأ إلى الترجمة الحرفية التي لا أحبّذها، وأعرف كم تجعل أسلوب الكتابة يبدو ركيكاً. ولأنه كذلك يحتاج القارئ إلى الكثير من الصبر كي يفهم المحتوى بجدارة. والثاني هو ـ وعليَّ أن أعترف ـ أن لغتنا العربية، على سعتها، أصبحت قديمة، ولا أقول عاجزة، فهي لا تجاري كثيراً من المصطلحات وحتى المفردات المستحدثة في الإنكليزية لغة النصّ الأصلي. وهذا ما جعلني أضيف تفسيرات قليلة بين قوسين (...م) لتعني أن التفسير من المترجم، ومع ذلك أعترف أنني كنت أتمنى لو عثرت على ما هو أحدث مما استخدمت من عبارات ومصطلحات وحتى مفردات في العربية، وهذا ما يضيف صعوبة أخرى أمام القارئ غير المتمرّس.
الكتاب في ذاته جديد على معظم قراء العربية لأن مرجعياته متعددة. والقارئ الفاحص يجد فيه التاريخ والإناسة وقليلاً من علم الكلام الإسلامي، وبعض اللاهوت/الفلسفي الغربي وتاريخ الفكر الإسلامي. ولعل أهم ما فيه هو علاقة اللغة بالفكر، وتعدد مستويات اللغة المستخدمة في تاريخ الفكر الإسلامي. كذلك نجد في فكر الكاتب سماحة تبيح الاختلاف وبالتالي تعدّد الآراء حيال الموقف الواحد أو أمام «الحقيقة» أو حقيقة ما؛ ليس هذا فحسب بل أعتقد أنه يدعو إلى تشجيع التعددية ويعتبر ذلك من دواعي إغناء التجربة الإنسانية. ولعلي لا أجافي الحقيقة الواقعية إذا وقفت إلى جانبه، فواقع المجتمع المدني تاريخاً وحاضراً يؤكّد أن الاختلاف والتنوع من طبيعة البشر؛ وبالتالي فليس المطلوب مناهضة هذا التنوع، وإنما تفهمه كي نتقبله ونستفيد مما فيه من إيجابية، أي إغناء الخبرة البشرية.



تمهيد
لعل الشّعر هو من أفضل الأساليب لمعالجة الروحانيات. ومن يتطلّع ولو نظرة سريعة إلى العالم الإسلامي، يجد أن الشعر قام بدور مهم وواسع في التعبير عن الخبرة الدينية. ولعل من أهم من استخدم الشعر للتعبير عن تجربته الدينية هم أهل التصوّف، وهم الجماعة الإسلامية التي غلّبت الجانب الروحاني من الإسلام على جانبه القانوني/المادي. ولذلك نراهم يتحدّثون عن الكشف والذوق والتجلي والبهاء والإشراق... ولهم الأوراد والأحزاب والمدائح وكلها شعر على اختلاف آراء النقّاد فيه. ولعل من أشهرهم ممن كتب بالعربية الحلاّج (922م) وابن عربي (1240) وابن الفارض (1235) وغيرهم. لكن المتصوّفة الفرس بزّوا العرب في هذا الميدان، وبخاصة إذا تذكرنا حافظ وسعدي الشيرازي وفريد الدين العطّار وأجلهم مولانا جلال الدين الرومي (1420) ونجد نظراء لهم ممن كتب باللغة التركية وإن كانوا أقل شهرة، وممن كتبوا بالأوردية أو الفارسية من مسلمي شبه القارة الهندية، ومنهم الشاعر الكبير المعاصر محمد إقبال الذي توفي عام 1938.
والشّعر الديني شعر رمزي من مستوى رفيع وهو تعبير عن رؤية ذاتية للدين. وتعني الرؤية هنا أنها نظرة إلى العالم مؤسّسة على الرموز والقيم الدينية، وهي بكلام آخر تأويل للدين كما يراه الشاعر. وحين نقول «تأويل» نقصد تجربة المؤول التي خاضها من حيث هو مؤمن بدين ما. وإيمانه هذا تجلّى له بعد التجربة على شكل رؤية. ومن هنا يمكن القول إن الرؤية أوسع من الدين، ولكنها ليست ديناً. وبما أن الرؤية هي تأويل، فلا بد أنها تسمح بتأويل آخر للرؤيا ذاتها وللدين ذاته أيضاً. ومن أروع الأمثلة التوضيحية التي يمكن امرأً أن يستحضرها الآن هي تجربة مولانا جلال الدّين الرّومي. ولد جلال في بيت متدين، وكان والده فقيهاً. واشتغل جلال بالفقه زمناً طويلاً. ثم تعرّض كما يروي هو لتجربة خاصة ملخّصها لقاء تم مع من يدعوه شمس تبريز. وشمس تبريز هذا كناية عن شخص حقيقي، ولم يستطع الدارسون التحقّق من هذه الشخصية بعد. ولكن الكناية التي استخدمها الرومي تحمل دلالة موحية: فتبريز هي المدينة الفارسية أو الأذربيجانية المعروفة. أما شمس فكناية عن الاستنارة التي بعثتها هذه الشخصية في قلب الرومي. ولعل هذه الكناية التي استخدمها الرومي للدلالة على «حبيبه» توحي أن قلب الرومي كان يعيش في ظلام حتى أزاله شمس. ترك الرومي على أثر هذه التجربة الفقه والعمل بالشأن العام ودخل عالم التصوّف. وكان من نتيجة تلك التجربة ديوان الرومي «شمس تبريز» و«المثنوي» وغيرهما. ولكن المثنوي هو الذي جعل الرومي يُصنّف في مستوى الشعراء العالميين. ولأنه شعر إنساني وإسلامي اقتبس منه صاحبي ما سيجده القارئ بين صفحات هذا الكتاب. ويصحّ ما قلناه عن شعر الرومي على أدب ابن عربي، وإن كان ابن عربي قد مال إلى تدوين فكره نثراً. ونحن لسنا هنا في

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents