الغربة الثانية
74 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
74 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

كان البعض يتهم سارة بأنها مومس أغنياء القرية، ولكن أحداً لم يجزم بحقيقة ذلك، كما أن أحداً لم يشهد عليه. قد يكون من أسباب ذلك الهمس حولها أنها قد اخترقت قوانين القرية وأعرافها!! فسارة تعيش وحدها، بينما يجهل أهل القرية أصل والد ابنتها نعيمة وفصله! +++ ... إلى أن جاء ذلك اليوم الذي أفاقت فيه القرية على شائعة مؤكدة هذه المرة!! أفاقت على خبر هروب سارة وابنتها نعيمة التي لم تتجاوز العاشرة آنذاك مع مدرّس القرية الأستاذ زياد. ومنذ ذلك اليوم انقطعت أخبارهم ولم يسمع أحد شيئاً، لا عن سارة ولا عن ابنتها نعيمة ولا عن الأستاذ زياد.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2005
Nombre de lectures 1
EAN13 9786144252192
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0400€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
© عبدالله حمد المعجل، وسعاد المعجل، 2005، 2011
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2005
الطبعة الإلكترونية، 2011
ISBN-978-614-425-219-2
دار الساقي
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342/113. الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961، فاكس: 866443 1 961
e-mail: info@daralsaqi.com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www.daralsaqi.com



المقدمة
يُقال إنَّ للقدر في أحيان كثيرة مواقفه الساخرة... بعض تلك المواقف يعبر بنا من دون أن يحني هاماتنا... وبعضها يأبى أن يغادرنا حتى آخر العمر. لهذه الرواية حكاية قد تبدو غريبة في بعض تفاصيلها، لكنّها في حقيقة الأمر تروي بعضاً من سخريات القدر، وتعكس واقعاً أحنى هامتي، وأثقل صدري إلى أن أتممت مهمّة صفها فوق الورق.
بدأ الجزء الأوّل من هذه الرواية «الغربة الأولى»، الصادر في الأول من كانون الثاني/يناير عام 2000 كمشروع مشترك بيني وبين خالي الراحل الدكتور عبد اللَّه المعجل. كنّا حينها نقضي عطلة الصيف في لندن... نستمتع بساعات طوال من النقاش حول تفاصيل الرواية وبناء شخصياتها. كان المشروع في بدايته باللغة الإنكليزية... وكان الاتفاق أن يكتب كلٌّ منّا الفصل الأوَّل بعد أن اتفقنا حول التفاصيل التي سنوردها فيه، ثم نقارن في ما بعد بين النسختين لنحتفظ بأفضل الأجزاء.
انسحبت بعد ذلك من المشروع لأسباب تتعلَّق بظروف عملي أوَّلاً، أمّا السبب الثاني، فقد كان لعجزي حينها عن خلق أفكار روائيّة جيِّدة تفي بالغرض. خفت أن أفسد عليه مشروعه، فانسحبت. أمّا هو، فقد استمرّ، فأبدع في روايته الأولى «الغربة الأولى» التي استقبلها القارىء العربي باستمتاع نظراً إلى ما قدَّمته من سردٍ تفصيليّ لظروف الحياة التي كانت سائدة في منطقة الجزيرة العربية، في حقبة من الزمن.
انتقل خالي إلى رحمة اللّه في الثالث عشر من آب/أغسطس عام 2001. وما إن عاد إليَّ الوعي وأفقتُ بعضَ الشيء من هول صدمة فراقه، حتّى بدأتُ أبحثُ عن الجزء الثاني من روايته، الذي كان قد أخبرني عن بعض تفاصيله.
وجدت ضالَّتي في ذلك الملف ذي الغلاف الجلديّ الأسود الذي ضمَّ فصولاً من الرواية بخط يده، بالإضافة إلى قرص الكمبيوتر الذي دوَّن فيه الفصول الأُولى من الرواية!! فقرَّرتُ أن أُكمل من حيث توقّف هو.
كان التحدِّي كبيراً... لكنَّ العزيمة كانت أكبر. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، فقد كانت هناك حلقات مفقودة بين ما تمَّ حفظه على قرص الكمبيوتر وما دوَّن بيده في الملف الجلديِّ الأسود. ولم يكن أمامي إلاَّ أن أبدأ ببناء جسر من الأحداث يربط بين تلك الفصول قبل أن أبدأ بإتمام الرواية.
لم أُواجه صعوبة في رواية الأحداث، وإنما كانت الصعوبة في الاستمرار، وبالتقيُّد بحذر شديد ببناء الشخصيات كما وردت في الفصول التي أنجزها هو... وقد ساعدتني خلفيّتي الدراسيّة للأدب الإنكليزي على وضع صيغة مناسبّة لتحقيق ذلك.
بدأت أوّلاً بوضع مجسَّمات وصفيّة لكلِّ شخصيّة، ورحت أتنبَّأ، بناءً على ذلك، بتطوُّرات كلِّ شخصيّة إزاء حركة الأحداث في الرواية. أمّا أصعب ما واجهته حقاً، فقد كان في تلك الأوراق التي كتبها بخط يده، والتي كان عليَّ أن أتعامل معها وأنا ماضية في مهمتي تلك؛ لقد كنت أراه وهو يكتبها كما لو كان أمامي، وأسمع شرحه وتفسيره لكلِّ ما تضمّنها من أحداث؛ فقد أعادته تلك الأوراق إلى واقعي من جديد. صرت أسمعه يوميّاً وهو يلحُّ عليَّ في كلِّ مرّة نلتقي بها بضرورة أن أبدأ بكتابة روايتي الأولى. كان كثيراً ما يحتدُّ ويغضب منّي حين أخالفه في ذلك. وكان دائماً ما يردِّد عليَّ بأنَّ الكتاب هو الطريق الوحيد نحو حياة خالدة لا موت فيها: «لا شيء يبقى بعد رحيلك عن هذا العالم، إلاَّ كتاب يبقى من بعدك». كانت تلك هي كلماته التي غالباً ما يختم بها نقاشه معي. وكان يضيف أحياناً إلى تلك الجملة قوله: «حتى المقالات التي تكتبين ستضيع يوماً في زحمة الأشياء... إلاَّ الكتاب».
كنت أسمع صدى كلماته كلما هممت بإمساك القلم. كانت تلك الكلمات هي التي تدفع بقلمي دفعاً لأُنهي مهمّتي وأُرسل النسخة الأولى إلى العزيزة مي غصوب لتحملها معها في طريقها إلى بيروت، ولتخرج الرواية كعطاء لراحل لم يجفّ نبع عطائه. وبتُّ معها أراه في منامي كلّ يوم. كان يبدو ضاحكاً بشوشاً كما تعوَّدته دائماً. ولطالما كان يقول لي بأنَّ حلمنا قد تحقّق.
خرج أخيراً العمل المشترك كما تخيَّلناه وتصوَّرناه؛ لقد تحقّق بالفعل حلمنا أنا وخالي عبد اللَّه بإصدار عمل روائي مشترك، وأصبح الآن واقعاً، و«الغربة الثانية» على وشك أن تصدر.
لكنّه حلم تأخَّر كثيراً بكلِّ أسف لتصدر الرواية ونحن في عالمين متباعدين: هو في حضرة اللَّه، وأنا بين الأحياء التعساء، وليبقى هذا الكتاب شاهداً على حياة بلا موت، فالكتاب لا يموت، كما كان خالي يردِّدها دائماً، ولقد صدق حدسه، فلقد أعادت لي «الغربة الثانية» خالي الذي أحرقتني لوعة غيابه.
كنت طوال كتابتي الرواية، أراه أمامي دائماً، وأحدِّثه لساعات طويلة. كنّا نتناقش كعادتنا، وكنت أستشيره أحياناً في خطِّ سير الرواية، وأختلف معه في أحيان أخرى حول التفاصيل المتعلّقة بشخصيّة ما من شخوص الرواية.
لقد كان خالداً بأعماله الأدبيّة والعلميّة، وسيبقى خالداً إلى أبد الدهر.
عزيزي القارىء...
هذه هي حكايتي مع «الغربة الثانية»، أزفها إليك عروساً، وكلِّي رجاء أن أكون قد حقّقت حلم خالي ونجحت في مهمّتي، وأن يكون قلمي قد امتزج جيِّداً بقلم الدكتور عبد اللَّه المعجَّل بصورة لا تفسد على القارىء تسلسل أحداث الرواية، ولا تناسق شخوصها.
فليبقَ هذا الكتاب إثراءً جديداً في مسيرة الدكتور عبد اللَّه المعجل الثرية علماً وأدباً، وليتحقّق معها الخلود الذي كان يحلم به، ولتبقَ ذكراه العطرة عالقة أبداً في ذهن كلِّ من قرأ له، وكلّ من التقاه في حياته القصيرة.
فيينا، 1 أيلول/بسبتمبر 2004



(1)
خرج عبد العزيز من المبنى العتيق الذي يقع في الطرف الغربي للحيّ الجامعي، والذي يربو عمره على المئة عام، ويُقال إنَّ بداية الجامعة كانت في ذلك المبنى.
خلع الجاكيت الصوفيّ، وربطه حول وسطه، وشمَّر كمَّي القميص عن ذراعيه، ليتمتّع بأشعة الشمس الدافئة التي جاءت بعد طول انتظار. مضى باتجاه الشرق، مخترقاً الحيّ الجامعيّ من وسطه وسار بمحاذاة المبنى الرئيسي حيث الكافيتيريا ومكاتب الأنشطة الطلابيّة. تلي المبنى ساحة خضراء تفصل مباني الدراسة عن مباني السكن الداخليّ للطلاَّب. تناثر في أرجاء الساحة المئات من الطلبة والطالبات وقد تعرُّوا من أغلب ملابسهم واستلقوا على العشب مستمتعين بدفء الشمس، بعضهم مسترخياً في حالة تأمُّل وبعضهم منبطحاً على بطنه وأمامه كتبه وأوراقه يراجع فيها استعداداً للإمتحانات التي لم يبق عليها الكثير.
دفء الجوّ أشاع الدفء في النفوس، فاستلقى العديد من الطلبة والطالبات بجوار بعضهم وانغمس البعض منهم في عناق ناعس كسول.
قطع عبد العزيز الساحة، ثمّ مباني السكن الداخلي.
عبر الحيّ السكني إلى شارع جيفرسون الذي يفصل الحرم الجامعيّ عن بقية المدينة. عرَّج في طريقه على البقالة الصغيرة التي تقع عند تقاطع جيفرسون مع الشارع الخامس عشر، واشترى ست علب من البيرة المثلَّجة، ثم اتّجه شرقاً حتى وصل إلى المبنى الذي تقع فيه شقّته. دخل المبنى ذا الأضلاع الأربعة المكوّن كلّ منها من دورين، والذي تتوسَّطه بركة سباحة متوسِّطة الحجم. ارتقى السلَّم إلى الدور الثاني حيث تقع شقّته. ونظر إلى أسفل من الشرفة التي يحيطها سياج في الدور الثاني، كانت بركة السباحة تزخر بالأجساد شبه العارية المتناثرة على المقاعد الطويلة المحيطة بالبركة.
فتح باب الشقّة ودخل الصالة الصغيرة واتّجه إلى الزاوية حيث يقع المطبخ. فتح الثلاَّجة وأخرج من وسط الثلج كأساً كبيرةً بمقبض تجمَّد على زجاجه غبش الماء. فتح إحدى علب البيرة وسكبها في الكأس، ثم وضع بقيّة العلب في الثلاَّجة، وعاد إلى الصالة. وضع الكأس على طاولة الطعام الصغيرة والتي تكدَّست عليها الأوراق والكتب. أدار زر التلفزيون ومضى يشاهد برنامجاً يعرض عدداً من الأزواج، ويحاول المذيع من خلال طرح الأسئلة عليهم أن يجعلهم يتنافسون حول مَن يعرف أكثر عن عادات رفيقه أو رفيقته.
أزاح الستارة عن النافذة الكبيرة التي تتوسَّط الجدار، والمجاورة للباب الخارجي، ومضى يتابع البرنامج ويرتشف البيرة المثلَّجة في هدوء.
نظر إلى الأوراق المكدَّسة على الطاولة وبدأ يعيد تنظيمها في كسل. جمع الكتب في زاوية، وأخذ يضع الأوراق التي لم تعد لها فائدة في سلّة المهملات أسفل الطاولة. وقف يتمطَّى، ثمّ ذهب إلى غرفة النوم. فتح الدولاب الخشبيّ الملتصق بالجدار، نظر إلى ملابسه التي لم يستعمل أغلبها منذ سنين. في أرضيّة الدولاب تكوَّمت الملابس التي تحتاج إلى غسيل، وبجانبها أكياس الزبالة السوداء الكبيرة الحجم، التي كان قد اشتراها منذ أسبوع بنيّة ملئها بما لا يحتاجه من ملابس والتبرُّع بها للجمعية الخيرية.
فُتح باب الشقة ودخل عادل قاطعاً عليه خلوته. مضى عادل إلى الثلاَّجة وأخرج زجاجة بيرة، فتحها ومضى يتجرَّعها مباشرة من الزجاجة:
ـ يا أخي... ليش جالس هنا في هالجو الجميل؟
ـ أحتاج أرتِّب أموري... ما بقى إلاَّ شهر ونصف ولازم أشحن الكتب، وأتخلَّص من الأغراض الزايدة.
ـ كلّ هذا ما يحتاج أكثر من يومين... أيش رايك نكلِّم الجماعة ونطلع البارك.
ـ الوقت متأخِّر خلِّيها بكرة بعد الاجتماع.
كانت الساعة قد شارفت الرابعة عصراً. بقى عادل فترة قصيرة يترقّب البرنامج التلفزيوني، ثمّ غادر الشقّة مذكِّراً عبد العزيز بأن يتصل به بعد أن يفرغ، ليذهبا سويّة إلى تجمُّع الشلّة المسائيّ في المنزل الكبير الذي تقطنه مجموعة من الشباب لإنهاء العمل في الكتيِّبات والإعداد لاجتماع الرابطة غداً.
كان الأسبوع في نهايته، غداً صباح السبت الاجتماع الشهريّ لمنظمة الطلبة العرب التي دبَّ الخلاف فيها، وأصبح وضعها يعكس أوضاع الوطن الممزّقة. ربّما سيكون هذا آخر اجتماع له. صباح اليوم، قدَّم النسخة النهائيّة لبحثه إلى أستاذه المشرف، واتفق معه على موعد المناقشة، وكذلك على موعد الإمتحان الشفهيّ النهائيّ. لقد أنهى مجمل متطلِّبات الشهادة ولم يبق سوى الشكليّات.
بعد مغادرة عادل، شغل عبد العزيز نفسه بتنظيم أوراقه وكتبه التي كانت مبعثرة في أنحاء الشقّة. في إحدى زوايا غرفة النوم توجد علبة كرتون كبيرة تحتوي كتباً وأوراقاً تعود للسنوات الأولى من دراسته الجامعيّة. مضى أكثر من سبع سنوات على مراجعته محتويات ذلك الكرتون. تنقّل الكرتون معه من شقّة إلى شقّة وهو مغلق على محتوياته.
ذهب إلى المطبخ، وأخرج القدر الصغير الذي يحتوي على بقيّة الكبسة التي أعدَّها منذ يومين من الثلاَّجة. وضع القدر على موقد الغاز وأشعل ناراً خفيفة تحته، ثمّ فتح علبة بيرة أخرى وأفرغ محتواها في الكأس الفارغة وأخذها إلى غرفة النوم، ومضى يقلِّب في محتويات الكرتون: أوراق امتحانات وكتب من زمن البراءة. تدافعت الذكريات وهو يقلِّب في صفحاتها التي تآكلت بعض أطرافها. ذكريات السنوات الأولى لوصوله إلى أميركا. مضى قرابة العشر سنوات منذ جاء بشهادته الثانويّة ولغته الإنجليزيّة الركيكة، كان وقتها في سنِّ المراهقة، وها هو الآن بعد عقد من الزمان يخطِّط للعودة إلى الوطن مسلَّحاً بالشهادة الكبيرة وبحمل قسط زادٍ كبير من التجارب المتناقضة.
أفرغ محتويات الكرتو

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents