رقصة الظل الأخيرة
51 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

رقصة الظل الأخيرة , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
51 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

تنتهي علاقة ماريا بحبيبها الشاعر الشاب بعد أن تقع في غواية الشعر لدى خليل، الشاعر المعروف والمكرّس كرمز ثقافي. وفي محاولة للبحث عن ذاتها تمتهن التصوير الضوئي قبل أن ترتبط بجرّاح التجميل سليم عوّاد.+++حين تكتشف ماريا مثليّة زوجها الجنسيّة تهجره وتعود إلى المدينة البحريّة الصغيرة باحثةً فيها عن ذاكرة ماضية. تلتقي خليل وقد ماتت زوجته وتفرّغ مع مجموعة من أصدقائه لتأسيس متحف يروي تاريخ المدينة المغيّب من قبل السلطة.+++لكن ما علاقة رئيس الجمهورية بذلك المتحف الحلم كي يُنصب تمثاله هناك ويحتل المكان؟+++رواية تغوص في تشوّهات بشر يعيشون في بلد يمعن باضطهاد أبنائه.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2014
Nombre de lectures 1
EAN13 9786144256466
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0350€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
© رامي الطويل، 2014
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2014
الطبعة الإلكترونية، 2014
ISBN-978-614-425-646-6
دار الساقي
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342 / 113 .
الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961 ، فاكس: 866443 1 961
e - mail : info@daralsaqi . com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www . daralsaqi . com
تابعونا على
@DarAlSaq i
دار الساقي
Dar Al Saqi



إهداء
إلى ليلى التي تختصر الحياة بابتسامتها والتماعة عينيها.



نجمة فزعة
تمهيد
في إحصائية نشرت على أحد مواقع شبكة الإنترنت نهاية العام 2003 تبيّن أنّ الفنّانَين الأكثر حظوةً لدى جمهور الشباب في منطقة شرق المتوسط ”العربية“ هما: زياد الرّحباني وجورج وسّوف.



(1)
”المكان بمعزل عن زمانه هو الحنين، وهذه اللحظة بالذّات هي تماماً تلك اللّحظة التي ستذكرها طويلاً حين تمضي، وتدرك أنّها لن تعود.“
هذا ما فكّر به يوسف وهو يحاول الاسترخاء في مقعد الحافلة الوثير، وقد بدأ اضطرابه يتلاشى تدريجياً حين لمح – من خلال نصف إغماضته – الكتاب الضخم الراقد باستقرار فوق فخذيّ الفتاة التي تجاوره المقعد.
لفته غلاف الكتاب السميك، البنيّ القاتم. عدّل وضعية نظّارته الطبيّة محاولاً استراق النظر إلى صفحات الكتاب، لكنّه لم يظفر بشيءٍ، فأغمض عينيه لاعناً بعد النظر وصانع العدسات.
حاول يوسف استعادة استرخائه. شهق شهيقاً طويلاً، فتسرّبت إليه رائحة عطرٍ جعلته يبتسم، وقد أيقن أنّه ليس عطراً صناعيّاً، وإنّما هو خليط من رائحة التراب المبتلّ بمياه المطر أوّل الشتاء ورائحة حليبٍ طازجٍ يشربه صباحاً طفلٌ في الثالثة من عمره.
استدار نحو الفتاة للمرّة الأولى، واستطاع – من خلال زاوية النظر تلك – أن يلمح شعراً أسود فاحماً، مرفوعاً بعشوائيّةٍ، ومربوطاً دون عناية، مفسحاً المجال تحته للمساحة الممتدّة بين رأس الوجنة اليسرى وأوّل الرقبة، مروراً بالأذن الدقيقة الخالية من أيّ قرطٍ، أو ثقبٍ يحتمل قرطاً، لتبدو أوسع بكثير ممّا هي عليه حقيقة.
تأمّلها طويلاً قبل أن يبتسم مجدّداً، حين لم تمنحه تلك المساحة الشاسعة أكثر من صورة عاديّة جدّاً لفتاة مستغرقة بالقراءة.
تنحنح يوسف قليلاً مفسحاً مجالاً أوسع لاسترخاء جسده، مع حرصه ألاّ يستفزّ خلوة جارته.
في هذه الأثناء ارتفع صوت جهاز التلفاز المثبّت في مقدمة الحافلة مصدراً ضجيجاً مزعجاً، يزيد من إزعاجه أنّه يعرض فيلماً مصريّاً، إذا ما تنبّهنا إلى أنّ السينما العربيّة لم تستطع حتّى اليوم تخطّي معضلة التسجيل الصوتي، باستثناء قلّة من الأفلام يلجأ صانعوها إلى استديوهات أوروبا لتسجيل الصوت فيها.
على الشاشة الآن وجه عادل إمام الذي يلخّص غباء وطيبة وشهامة ابن البلد، إذا ما استطعت النظر إليه بمعزلٍ عن الديكتاتور المتخفّي خلف تلك الملامح، الذي لا يحتاج المرء عناءً كبيراً لاكتشافه.
ها هو عادل إمام، الموظّف البسيط، يدور باستعجال وقلق كبيرين بحثاً عن مكانٍ للتبوّل، ولا يجد أمامه غير مبنى الوزارة.
الركّاب يضحكون. الفتاة مستغرقة بالقراءة. يوسف أغمض عينيه مجدّداً حين أدرك أنْ ليس ثمّة تسلية كبيرة في فيلم ”الإرهاب والكباب“ الذي شاهده قبل سنوات، واكتشف أنّه لم يخرج عن السياق العام للسينما المصريّة التي اعتادت نسخ أفلام هوليود وتمصيرها، فـ”الإرهاب والكباب“ لم يكن إلاّ نسخة مصريّة من الفيلم الأمريكي ”يومُ كلبٍ بعد الظهر“ استبدل فيها المصرف بمبنى الوزارة، والبيتزا بالكباب، وآل بيتشينو بعادل إمام.
بدأ خدر النعاس يسري في جسد يوسف، يساعده عليه التشويش في صوت التّلفاز، وشخير محرك الحافلة الرتيب، ورائحة العطر التي تعاوده بين لحظةٍ وأخرى، ليستعيد، وهو على حافّة الإغفاء، صورة غلاف الكتاب السميك، تتخلّلها تلك المساحة الحالمة من وجه الفتاة التي تجاوره المقعد.
إنّه هذيان الخطّ الأوّل من النوم. بدأت الصور تتوالى وتتداخل في مخيّلته حتّى توقّفت عند المشهد الأخير من فيلم ”البوّابة التاسعة“ لرومان بولانسكي – المخرج اليهوديّ البولندي –، الذي تحدّث فيه عن صائد كتبٍ محترفٍ (لعب دوره الأمريكي جوني ديب) يحاول الوصول إلى النسخة الأصليّة من كتاب ”البوّابة التاسعة“ الذي يحتوي شيفرة الخلود.
مشهد جنس حقيقيّ بين صائد الكتب والفتاة الأسطوريّة بجمالها، والمخيفة بما يمكن أن تبثّه من طمأنينة لدى الناظر إليها عبر عينيها الشيطانيّتين.
الجنس ليلاً على ضوء النار المضطرمة في القلعة – المعبر الأساسيّ نحو البوّابة التاسعة – لحظة خلودٍ شيطانيّ لا تُنسى أبداً، يفصح الجسد عن مكنوناته في لحظة النشوة، فيعبر الموت ويجتازه إلى حياة جديدة، إنّه الخلود.
أحسّ يوسف رغبةً عارمةً بالتّدخين، وقد استعاد صورة جوني ديب في مشهد سابق وهو يدخّن سيجارته المطعوجة، ”رجل يعمل بكلّ تلك الدقّة لا بدّ أن تكون سجائره مطعوجة“. ارتسمت ابتسامة خافتة على شفتي يوسف وهو يفكّر بذلك، ويفكّر في أنّه ما كان ليلجأ إلى النوم لو أنّ القوانين تسمح بالتدخين في الحافلة.
استرخى جسده، تراخت عضلات رقبته، وارتمى رأسه على كتفه الأيمن، فانتبهت الفتاة إليه – في هذه اللحظة بالذات –، التفتت نحوه لتفاجَأ بعينيه المغمضتين – دون لبس – تحدّقان إليها. أجفلت، وقد شعرت بوطأة العدسات الطبيّة أيضاً. أغلقت كتابها بسرعة كأنّما باغتها أحدهم وهي تمارس عادتها السريّة. استدارت إلى الجهة الأخرى، وأخرجت – بحذرٍ شديد – من بين صفحات الكتاب قصّة الأطفال التي كانت مستغرقة بقراءتها (قصّة ”ليلى والذئب“ مع الرسوم الكاريكاتوريّة التوضيحيّة).
دسّت القصّة في حقيبتها بعناية، ثمّ التفتت نحو النافذة، حيث تعبر الحافلة – في هذه اللحظة بالذات – جسراً طويلاً بدا ارتفاعه شاهقاً بالنسبة إليها، وهي تتأمّل مياه النهر المتدفّقة تحته بغزارة.
”للجسور احتمالان، فإمّا أن تكون صلة الوصل بين حياتين مختلفتين، وإمّا أنها تفضي بك من خواءٍ إلى خواء.“ تذكّرت هذه العبارة وهي تطلق نظراتها ساهمةً عبر النافذة، محاولةً التخلّص من براثن العينين المغمضتين إلى جوارها، وفي هذه اللحظة بالذات ارتفعت ضحكات الركّاب مع الصراخ المحموم لجوقة الممثلين في التلفاز بما يشبه المظاهرة... (الكباب... الكباب... يا نخلي عيشتكو هباب).
***
أغلقت ماريّا الباب بهدوء وخرجت تلتحف معطفها الشتويّ السميك.
بخطواتٍ واثقة اجتازت الشارع الطويل تحت الرذاذ التشرينيّ الناعم.
كان الليل حالكاً يفرض على المكان سطوةً داكنةً أكثر من المعتاد، ولا يتّضح فيه غير هسيس قدميها فوق الإسفلت المبتلّ بمياه المطر.
حين ازرقّت أصابعها من البرد تذكّرت القفازين، لكنّها كانت قد حسمت أمرها، وقرّرت عدم العودة. دسّت كفّيها في جيبي المعطف، واجتازت الجسر بسرعة دون أن تتوقف – كعادتها – لتتأمّل أضواء السيّارات السابحة تحته، أو حتى لتفكر بالانتحار الذي طالما أغوتها فكرته في كلّ مرّة كانت تعبر فيها الجسر.
كانت ماريّا تشعر – رغم الألم – بنشوة اتخاذ القرار. إنّها المرّة الأولى التي تحسم فيها أمراً بهذه الصيغة القطعيّة، ولأوّل مرّة تكون هي من يرحل، وهذا ما جعل خطواتها تتسارع تدريجيّاً مبدّدةً أيّ احتمالٍ للتراجع.
في منتصف الزقاق الذي يلي الجسر ارتبكتْ خطواتها حين تحرّك الشاب المتلطّي بالعتمة، مستنداً إلى جدارٍ مكسور.
أحسّت برعشة خوفٍ مفاجئ لم تفكّر به وهي تغادر بتلك الصيغة الحاسمة. توقّفت برهةً تحدّق في تلك البقعة الكثيفة من العتمة، حيث يبدو الشاب كظلٍّ لظلٍّ آخر. تردّدت قليلاً وهي تراقبه بتوجّسٍ، تنتظر حركته المباغتة التي سيندفع فيها محاولاً التحرّش بها. حاولت تنظيم أنفاسها، وتثبيت قدميها جيّداً في الأرض استعداداً إمّا لمواجهة محتملة أو للعدوِ السريعِ هرباً.
في أجزاء من اللحظة عبرت مخيلتها الخصبة – كشريط سينمائيّ – صورٌ متعدّدة لما سيحدث بعد قليل. استعدّت لكلّ الاحتمالات الممكنة، مسقطةً خيار الرجوع من حيث أتت، لكنّ الشاب لم يقترب أبداً: كلّ ما قام به هو أنّه أشعل سيجارة، وعاد ليستند إلى جداره المكسور من جديد.
تسمّرت ماريّا مكانها يخالجها شعور غريب بالمرارة؛ مرارة الخذلان؛ ذلك الشعور الغامض الذي ينتابك جرّاء عدم حدوث ما تتوقّعه، وليس من حدوث ما لا تحب.
اجتازت ماريّا مرارتها اللحظيّة بسرعة، لكنّها لم تواصل طريقها، بل وقفت تحدّق – شغوفةً – بالوهج الورديّ للسيجارة التي يدخّنها الشاب بهدوء، وقد اعترتها رغبة جامحة بالتدخين الذي أقلعت عنه منذ زمن بعيد.
لم تتردّد. دنت من الشاب بخطواتها الواثقة. دخلت رقعته الأشدّ عتمةً:
– هل تملك سيجارةً أخرى؟
سألته بنبرة تتأرجح بين الاستئذان والأمر.
أخرج الشاب سيجارةً جديدة قدّمها إليها بصمت. استندت ماريّا إلى الجدار المكسور تدخّن بمتعةٍ ونهمٍ كبيرين بعد أن عجزت عن تبيّن ملامح الوجه الذي يجاورها عبر الوهج اللحظيّ لسيجارته. فكّرت لبرهةٍ بما يمكن أن يكون عليه شابّ يتلطّى في العتمة تحت الشتاء، يدخّن بهدوء، ولا يعير أدنى اهتمام لامرأةٍ جميلة تقتحم عزلته وتشاركه بكلّ جرأة سجائره وجداره المكسور.
أحسّت بشيءٍ من القلق لم يلبث أن تلاشى حين انتبهت إلى أنفاسه المنتظمة كأنفاس نائمٍ، فمن يتنفّس بهذا الانتظام لن يكون مضطرباً أو قلقاً أو راغباً بمغامراتٍ غير محسوبة. شعرت بطمأنينةٍ باردة تسري في جسدها، ما أتاح لها متعةً أكبر بسيجارتها الأولى على وقع زخّات المطر التي تشتدّ بتواترٍ بطيءٍ ينسجم مع رتابة أنفاس هذا الشاب الذي باتت ماريّا تحسّ بالتواطؤ مع عتمته.
قذفت ماريّا عقب السيجارة حين انتهت منها بحركةٍ متقنةٍ بواسطة إبهامها وإصبعها الوسطى، تماماً مثلما فعل الشاب قبل لحظة، ليسقط العقبان متجاورين، وتخمد وهجهما قطرةُ ماءٍ كبيرة. ابتسمت ماريّا لذلك، وقدّرت أنّ ثمّة ابتسامة مشابهة ارتسمت على وجه الشاب المظلم تماماً.
– شكراً لك.
قالت بامتنانٍ، ثمّ دسّت كفّيها الباردتين في جيبي المعطف، وتابعت طريقها خارجةً من تلك الرقعة المظلمة التي بدت لها في هذه اللحظة دافئة بعض الشيء.
بعد خطوات قصيرة استوقفها صوتٌ رجوليٌّ، واثقٌ، ذو بحّةٍ جميلة:
– هل يمكنني التحدث إليك قليلاً؟
استدارت نحوه. لم تستطع من مكانها اختراق كثافة العتمة لتتبيّن إن كان قد تحرّك أم أنّه لا يزال مستنداً إلى الجدار.
تردّدت قليلاً قبل أن تجيبه بهدوء:
– آسفة. لقد تأخّرت. أشكرك مجدّداً.
قالت، وتابعت – بخطوات متسارعة – طريقها المظلمة نحو مجهول لا تفكّر به كيلا تخافه.
لم تكن ماريّا لتمانع حديثاً عابراً مع رجلٍ منحها شعوراً بطمأنينةٍ غامضةٍ وسط عتمةٍ مفتوحةٍ على احتمالاتٍ لانهائيّة، ولكن ما دفعها للاعتذار والابتعاد السريع كان فقط أنّها لم تستطع رؤية عينيه، ما سيجعل كلّ الأحاديث المحتلمة محكومةً باللاجدوى ومفتوحةً على الخواء.
***
في الأثناء التي كانت فيها الحافلة تجتاز الجسر الشاهق فوق النهر، كان سليم عوّاد، جرّاح التجميل المعروف جيّداً في العاصمة، والذي باتت لمساته واضحةً وجليّةً على وجوه معظم سيدات المجتمع في المدينة، حتّى أنّه لم يترك مجالاً لامرأة أن تنكر التعديلات التي أجرتها على ملامح وجهها، إذ يكفي أن يلحظ المرء الأنف المدبّب، الشامخ بهدوء، أو العينين المذبوحتين برفق والمشدودتين بوحشيّة نحو الصدغين، أو الشفاه الكرزيّة المكتنزة، أو أيّ تفصيلٍ آ

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents