المسألة اليهودية
128 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

المسألة اليهودية , livre ebook

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
128 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

يتناول «عبد الله حسين» في كتابه تاريخَ اليهود منذ نشأتهم حتى صاروا دولة؛ فتحدَّث عن أصلهم ولغاتهم وديانتهم وتوراتهم. كما بحث في عاداتهم الاجتماعية كالختان، وبعض عاداتهم الدينية كالأعياد والرهبنة. وفي الجانب الاقتصادي أبرَزَ تفوُّقَهم في مجال التجارة والإقراض. كما بيَّن ما تعرَّضوا له من اضطهاد في إنجلترا وألمانيا وروسيا. وقد خصَّص نصف كتابه للحديث عن نشأة الوطن القومي لليهود بفلسطين، ابتداءً من نشأة الصهيونية، مرورًا بتصريح «بلفور» وأثره عربيًّا وعالميًّا، والدور الذي لعبته بريطانيا في ذلك منذ فرض الانتداب على فلسطين، وما تلاه من الكتب البيضاء: الأول والثاني والثالث، وما ارتكبه اليهود من تجاوزات في حق الشعب الفلسطيني منذ ذلك الوقت، وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ حيث اتسعت خطواتهم من أجل إنشاء وطنهم المأمول.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 05 janvier 2020
Nombre de lectures 3
EAN13 9789772148694
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0246€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

المسألة اليهودية
تأليف
عبد الله حسين

إعداد وتحرير: رأفت علام

مكتبة المشرق الإلكترونية

تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.

صدر في مايو 2020 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر

مقدمة
منذ عشرين عامًا أصدرت كتاب «المرأة الحديثة وكيف نسوسها؟» تحدثت فيه عن نهضة المرأة وتطورها إلى القيام بالأعمال التي كانت قبل يومئذٍ وقفًا على الرجل. وقد كنت معتزمًا أن أتابع إصدار كتب تتناول صورًا من النهضة الحديثة متمثلة في القوميات التي بدت في الغرب والشرق. وقد لبثت منذ يومئذٍ أعد عدتي لهذه المؤلفات. وكان مما استرعى نظري، ما شغلته مسألة اليهود من الأهمية منذ طالبوا بالوطن القومي والدولة اليهودية المستقلة، وصدور تصريح بلفور في هذا الصدد، وما قامت عليه النازية الهتلرية في ألمانيا في أعقاب الحرب العالمية الأولى (١٩١٤–١٩١٨م)، من اضطهاد اليهود على صورة تقرُب مما كان عليه حالهم قبل اعتراف الأوروبيين بمساواتهم بسائر السكان، وما بلغه اليهود من المكانة في الأحزاب السياسية، والمصارف المالية، والدوائر التجارية والعلمية والأدبية والصحفية والفنية في أوروبا وأمريكا وغيرها؛ وذلك لما لهم من صفات أعدتهم لهذه المرتبة.
ونحن، إذ نعرض لهذا الموضوع: نرمي إلى بسط مراحل اليهودية نشأة وهجرة ودولة وزوالًا وانبعاثًا وانتشارًا، إلى أن نبلغ المرحلة الحاضرة لهذه القضية الخطيرة، وهي قضية مزدوجة؛ فهي قضية اليهود من ناحية ما يرددون وما يطلبون، وقضية الشعوب التي راعتها مكانتهم وأفزعتها مطالبهم أو أثر فيها نشاطهم ونهضتهم، ولئن كان بسطنا للموضوع على هذه الصورة لا يهدف إلا لإيضاح الوقائع التاريخية في عدل ونزاهة واستقلال وحسب؛ غير أننا نرجو أن يكون هذا معينًا على علاج هذه القضية، خاصة مشكلة فلسطين وعلاقات اليهود بالبلاد التي اتخذوها مقامًا أو ميدانًا للعمل؛ لكي يكون السلام العالمي تامًّا.

عبد الله حسين
الفصل الأول
كلمة عامة عن نشأة اليهود
المعروف أن العبريين إحدى الأمم السامية، وكانوا في جودا قبل سنة ١٠٠٠ق.م، وبعدئذ اتخذوا «بيت المقدس» عاصمة لهم. وقد أفضى موقع بلادهم بين الإمبراطوريات الشرقية إلى اتصالهم بمصر جنوبًا وسوريا وآشور وبابل شمالًا، وإلى أن أمسى الوطن العبري طريقًا كبيرًا متأثرًا بما يقوم بين الممالك المتجاورة من الحروب والعلاقات.
وقد اكتسب العبريون مكانتهم التاريخية بما امتازوا به من الأدب المكتوب والقوانين والمدونات التاريخية والمزامير «الزبور»، وكتب الحكمة والشعر والخيال، والأقوال السياسية، مما انتهى إلى ما يعرفه المسيحيون باسم «العهد القديم» أو «التوراة العبرية»، ومن المرجح أن الأدب العبري ترجع موارده إلى بابل. فقد غزا الفرعون المصري نيخاو الثاني الإمبراطورية الآشورية، حين كانت تدفع عن حياتها غزوات الميديين والإيرانيين والكلدانيين، وكان الملك العبري في جودا قد هزم وذبح في ٦٠٨ق.م، حين تصدى لنيخاو الثاني، وأصبحت «جودا» ولاية تابعة لمصر. ثم إنه بعد أن أتم نيبو كادانيزار العظيم — ملك بابل العظيم — إكراه نيخاو الثاني على الجلاء عن «جودا» والانسحاب إلى مصر، أمست «القدس» يحكمها ملوك عبرانيون كانوا لعبة في يد بابل؛ فثار العبرانيون على «نيبو كادانيزار» وذبحوا موظفيه البابليين، وعلى أثر هذا اعتزم أن يمحو هذه المملكة الصغيرة، فنهب «بيت المقدس» وأحرقها، وأخذ الباقين من سكانها أسرى في بابل، فلبثوا فيها إلى أن أخذ «سيراس» بابل في ٥٣٨ق.م، فأعادهم إلى وطنهم «بيت المقدس» معيدًا أسواره ومعبده.
ويبدو أن اليهود لم يكونوا قبل هذا شعبًا موحدًا متحضرًا؛ ذلك أن الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة نفر قليل، ولم يعرف تاريخهم أن النسخ الأولى من التوراة كانت تقرأ، فقد ذكرت للمرة الأولى في عهد أشعيا، ومن أجل هذا كانت ثقافتهم وليدة أَسْرهم في بابل. فقد عادوا منه ملمين بأدبهم موحدي الكلمة والسياسة، ويبدو أن التوراة كانت يومئذ «البنتاتوخ»؛ أي الأسفار الخمس الأولى من العهد القديم، فقد وضعوا أسفارًا أخرى مستقلة، أصبحت «البنتاتوخ» تتضمنها: كالمدونات التاريخية، والزبور، والأمثال.
وإن ما أوردته «التوراة» عن قصة آدم وحواء وقصة الطوفان جاء مطابقًا لما ورد في الأساطير البابلية؛ إذ إنه يبدو أن هاتين القصتين من جملة القصص التي تشترك الأمم السامية في الإيمان بها. فقد وردت قصص موسى وشمشون في القصص السومرية والبابلية. أما ما يتصل بقصة إبراهيم وما بعدها، فإنها مستقلة عن القصص المشار إليها.
هذا؛ ويبدو أن إبراهيم كان معاصرًا لحامورابي في بابل، وأنه كان من الجنس السامي، وكان رحالة وقورًا، وقد أورد سفر التكوين قصة أسفاره، وقصة أبنائه وأحفاده، فقد جاز كنعان، وقد تلقى إبراهيم من ربه وعدًا بأن تكون تلك الأرض المبهجة الشاملة المدن الرخية له ولأولاده. وبعد أن أقاموا طويلًا في مصر، وبعد أن أمضوا أربعين سنة ضاربين في الفلاة الموحشة، تحت زعامة موسى، أصبحوا ١٢ قبيلة وَسِعَها أن تغزو أرض كنعان من صحراء العرب إلى الشرق بين ١٦٠٠ق.م و١٣٠٠ق.م. غير أنهم لم يستولوا على أكثر من الأراضي التليَّة خلف «أرض الموعد»، فقد كان يسيطر على ساحلها الفلسطينيون الذين ينتمون إلى عنصر بحر إيجه بعد إجلاء الاحتلال الكنعاني، وقد صدت مدنهم — مدن غزة وجاث وأشدود وإسكالون وجوبا — غارات العبريين.
وقد نَشِبت بين أبناء إبراهيم والفلسطينيين الإيجيين والأقوام المرتبطة بقرابتهم، كالمؤابيين والميدبانيين، من المناوشات والمعارك والكوارث ما سجل سِفْر القضاة أنباءه، وقد لبث يحكم العبرانيين في أكثر هذه الحقبة، قضاةٌ من الكهنة يتولى انتخابهم كبار السن في الأمة اليهودية، إلى أن اختاروا شاءول ملكًا عليهم وقائدًا حربيًّا سنة ١٠٠٠ق.م، غير أن حكمه لم يكن أكثر توفيقًا من حكم القضاة، فقد أبادته سهام الفلسطينيين في موقعة مونت جيلبوا، وقد ذهب درعه في معبد فلسطين فينوس، وسمرت جثته في جدران بيت شان.
ثم إن «داود» قد خلفه، وكان أكثر توفيقًا وأبعد سياسة، فلم يتح للعبرانيين لا قبله ولا بعده أن يستمتعوا بعصر سعيد مثله، فقد كان داود حليفًا لصور الفينيقية؛ إذ كان يحكمها الملك هايرام، وكان موهوبًا ألمعيًّا، يعنيه أن يتخذ من أرض المملكة العبرانية، طريقًا مأمونًا إلى البحر الأحمر؛ إذ إن الحالة في مصر ما كانت مرضية يومئذ للحركة التجارية الدولية. وقد لبث هايرام أو «حيرام» على أوثق الصلات بسليمان كما كان شأنه مع أبيه داود، هذا ويرجع إلى رعاية هايرام هذا، إقامة معبد بيت المقدس مقابل الترخيص لهايرام ببناء السفن وتسييرها في البحر الأحمر، وكان من أثر هذا ازدهار التجارة شمالًا وجنوبًا مجتازة بيت المقدس، واستمتاع سليمان بنعيم وثروة لا مثيل لهما في تاريخ قومه، وقد زوجه فرعون مصر بابنته.
غير أنه ينبغي أن نذكر هنا أن الملك سليمان كان ملكًا ثانويًّا في مملكة مقصورة على أورشليم «بيت المقدس» التي كانت مدينة صغيرة، وكانت سلطته وقتية؛ إذ إنه بعد وفاته ببضع سنوات استطاع شيشاق — أول فراعنة الأسرة الثانية عشرة المصرية — أن يغزو بيت المقدس وأن ينهب أكثر نفائسها، وقد وردت قصة سليمان وكنوزه ومركباته البالغة الأربعمائة في سفر الملوك والتواريخ.
هذا؛ ويؤخذ من الآثار القديمة أن «أهاب» الذي خلف «سليمان» أرسل ٢٠٠٠ مركبة إلى الجيش الآشوري، ويؤخذ من التوراة أن سليمان كان معنًى بالمظاهر مرهقًا قومه بالعمل والضرائب. وبعد موته انفصل الجزء الشمالي من مملكته من بيت المقدس وصار يدعى مملكة إسرائيل. أما بيت المقدس فقد لبثت عاصمة جودا «أرض الموعد».
وبعد قليل انقضى عهد سعادة العبرانيين، فقد مات هايرام، وحبست دولة حور مساعدتها عن أورشليم «بيت المقدس»، واشتد ساعد مصر مرة أخرى، وأصبح تاريخ كل من المملكتين الصغيرتين جدًّا: إسرائيل وجودا، تابعًا لسلطان سوريا، ثم آشور، ثم بابل شمالًا ولمصر جنوبًا، وهو تاريخ مليء بالمآسي والكوارث التي تتخللها فترات قصيرة من التحرير والسكينة، وبملوك همجيين يحكمون همجيين، وفي ٧٢١ق.م اكتسح الآشوريون مملكة إسرائيل، وانتهى تاريخ الأمة الإسرائيلية. أما جودا فقد لبثت تناضل حتى أصبحت أثرًا بعد عين في ٦٠٤ق.م.
هذا؛ وسنوضح ما قدمنا بعدُ ذاكرين هنا أن تعيين التواريخ أمر مختلَف عليه بين المؤرخين والمستنتجين.
الفصل الثاني
الأمم السامية واليهود
كانت الأمم السامية هي الأمم المتحضرة المتغلبة في الشرق وشمال أفريقيا، فقد كانت مستأثرة بالتجارة، وكانت إمبراطورياتها تشمل سوريا وبابل، وأخضعت مصر طويلًا. وكانت لغات بعض الساميين يفهمها البعض الآخر، واستطاعت صيدا وصور — وهما بمثابة الأم لمدن الساحل الفينيقي — أن تُنشِئا المستعمرات في أفريقيا وإسبانيا وصقلية، وفي قرطاجنَّة التي كان تأسيسها في ٨٠٠ق.م، وكان سكانها منيفين على المليون، ووسعها أن تصبح أكبر مدن الدنيا بعض الوقت، وقد وصلت سفنها إلى السواحل البريطانية وإلى الماديرا، وإلى شواطئ البحر الأحمر ناقلة التجارة إلى بلاد العرب والهند، وطافت بعثة فينيقية في عهد الفرعون نيخو حول أفريقيا.
هذا ما كان من أمر الأمم السامية. أما الأمم الآرية، فقد لبثت على الحالة الهمجية إلا الأمة اليونانية؛ فإنها شرعت تستيقظ جاهدة في بناء حضارة جديدة على أطلال الحضارة التي أتت عليها يد العفاء، ثم إن الميديين أصبحوا ثابتين في وسط آسيا.
غير أن الآريين قد استطاعوا أن يقضوا على الإمبراطوريات والحضارات السامية كلها إلا في الصحارى الشمالية من البلاد العربية؛ وذلك لبقاء سكانها بدوًا رُحَّلًا، وقبل بزوغ فجر القرن الثالث قبل الميلاد، صار الساميون إما في ضمن رعايا الدول الآرية وإما تابعين لها.
غير أنه مما ينبغي ذكره — إلى ما تقدم — أن الأمة اليهودية قد استطاعت أن تحتفظ بطابعها وتقاليدها وآدابها حيال الكوارث التي نزلت بها وبالأمم السامية عامة، وذلك منذ أن أعاد سيروس — ملك إيران — اليهودَ إلى أورشليم «بيت المقدس» أو القدس. أما مرجع استئثار اليهود بتقالديهم دون سائر الساميين، فهي التوراة التي سوَّتْهم خلفًا جديدًا، وآثرتهم بالمبادئ القويمة التي اختلفت عما كان يجري عليه جيرانهم؛ ذلك أن التوراة علمتهم أن الله ذاتٌ غير منظورة وبعيدة، غير منظورة في معبد لم تصنعه يد صانع، وهو سيد الحق في الدنيا كلها، ومنزلته في السماء فوق الكهنة جميعًا، على حين أنه كان للأمم الأخرى جميعًا يومئذ آلهة ممثلة في تماثيل وأصنام أقيمت في المعابد، فمتى تهشم التمثال ودك المعبد، مات الإله لساعته!
وعند اليهود أن رب إبراهيم قد اختارهم لكي يكونوا شعب الله، وليعيدوا «أورشليم» فتكون عاصمة الحق في الدنيا، وقد أزهاهم اعتقادهم أن مصيرهم واحد، ومن أجل هذا كانوا مشبعين بهذه الروح حين عادوا من مأسرهم في بابل.
وعلى أثر سقوط صيدا وصور وقرطاجنة والمدن الفينيقية الأسبانية، كُتِبَ على الفينيقيين الفناء فجأة، وأصبحوا أثرًا بعد عين، على حين أنه قد تخلف أو ظهر فجأة جالية يهودية، لا في «أورشليم» وحدها، بل في كل من إسبانيا وأفريقيا ومصر وبلاد العرب والشرق، وقصارى القول في كل بلد اختلف إليه الفينيقيون. وقد كانت التوراة هي رابطة اليهود، وكانت قرابتها هي الجامعة لهم، وكانت مدينتهم الحقيقية هي التوراة. أما أورشليم فقد كانت عاصمتهم الاسمية منذ نشأتهم. ولئن كانت بذور هذه الروح قد غرست قبل أن يكتب المصريون والسومريون لغتهم الهيروغليفية، غير أن هذا الحادث كان هو الأول من نوعه في التاريخ؛ ذلك أن الأمة اليهودية لبثت قائمة بعد أن أصبحت لا دولة لها ولا ملك، بل لا معبد لها، منذ قوضت أو

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents