الملك فيصل: شخصيّته وعصره وإيمانه
406 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

الملك فيصل: شخصيّته وعصره وإيمانه , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
406 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

عام 1964 أصبح فيصل بن عبد العزيز ملك بلد يحوز ربعَ احتياطيات العالم من البترول ويحتضن في رحابه مكّة والمدينة، ووُصِف بأنه «أقوى حاكم عربي منذ قرون». بعد ذلك بإحدى عشرة سنة أرداه أحد أبناء أشقائه برصاصة أطلقها على رأسه عن كثب أمام عدسات التلفزيون.+++ يروي أليكسي فاسيليف قصّة قائد متديّن وحَذِر وحازم وجّه دفّة المملكة العربية السعودية متجاوزاً حقلَ ألغامِ المشكلات المحلّية والعلاقات العربية الداخلية وتراجُع النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط. وحافظ الملك فيصل على علاقاته مع كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية عبر حربَين بين العرب وإسرائيل وحظر نفطي فرضه العرب في عام 1973.+++ شمل العمل البحثي الذي قام به فاسيليف وثائق أصلية ومقابلات أجراها باللغات العربية والروسية والإنكليزية، ما أتاح له رؤيةً فريدةً من نوعها لهذه الشخصية الفذّة.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 01 janvier 2012
Nombre de lectures 1
EAN13 9786144255841
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,1150€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
© ألكسي فاسيليف، 2012، 2013
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2012
الطبعة الورقية الثانية، 2013
الطبعة الإلكترونية، 2013
ISBN-978-614-425-584-1
دار الساقي
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342 / 113 .
الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961 ، فاكس: 866443 1 961
e - mail : info@daralsaqi . com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www . daralsaqi . com
تابعونا على
@DarAlSaq i
دار الساقي
Dar Al Saqi



إهداء
لذكرى صديقي الكاتب والمستشرق الراحل
إيغور تيموفييف



تقديم
ضوء بلا ظلال. الضوء الساطع يغمر كل الأنحاء. أينما يمّمت وجهك تواجهك شمس نحاسية ملتهبة تحرق الأرض وما فيها، رغم أن الصيف القائظ لا يزال على الأبواب. السماء الزرقاء، أو المائلة إلى الزرقة عادة، بدت كالحة، بهت لونها بفعل الحر الشديد، وتحولت إلى مرآة تعكس وهج الصحراء الأقرب إلى لون الرماد. أشعة الشمس تفقأ العيون كأدوات التعذيب. إلا أن العتمة تخيّم على حجرة من البيت الكبير لأحد أبرز علماء الرياض، هو الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف. وفي تلك الحجرة تصارع ابنته آلام المخاض… حتى جاء المولود الجديد ذكراً، أفرح الجميع. ما كان بوسع الناس في ذلك الزمان أن يعرفوا جنس الجنين قبل ولادته، كما هي الحال اليوم. ولم يكن هناك أطباء ولا ولّادات حتى في أشهر العوائل وأكثرها ثراءً. جدة الوليد غسلته بالماء الصافي الدافئ، بمنتهى الحرص والعناية. آنذاك لم تكن في الرياض كهرباء ولا برادات ولا مكيّفات، لكن الماء الصافي كان متوافراً في الآبار على أي حال.
والد الرضيع هو أمير نجد عبد العزيز الذي يسمّونه في نجد أساساً، وفي الغرب وروسيا، باسم العائلة المجرد: ”ابن سعود“. أهدى عبد العزيز يومها عباءة معتبرة للرجل الذي بشّره بميلاد ابنه. وكان ذلك في أبريل 1906 المصادف لشهر صفر 1324 هجرية. المصنّفات لا تذكر تاريخ الميلاد المضبوط حتى في عوائل الوجهاء. والعادة أن يربط المدوّنون تواريخ الميلاد بأحداث مشهودة. ففي شهر صفر بالذات انتصر أمير نجد عبد العزيز على غريمه حاكم جبل شمر عبد العزيز بن متعب بن رشيد الذي لقي مصرعه في معركة روضة مهنا. عاد أمير نجد إلى العاصمة. وفي مناسبة العقيقة التي أقيمت في بيت الشيخ عبد الله بعد سبعة أيام من ميلاد الرضيع، سمّاه أبوه فيصل، تيمّناً باسم جدّه الأكبر.
ذات يوم، بعد حوالى 70 عاماً، حين بات فيصل ”أقوى حاكم عربي على مدار قرون“ وتوّج ملكاً على بلاد اكتشف فيها ربع احتياطي نفط العالم، بلاد تحتضن الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كان العاهل السعودي في استقبال وفد كويتي أمام كاميرات التلفزيون في مكتبه بالديوان الملكي. فتقدم منه فجأة ابن أخيه فيصل بن مساعد، فانحنى عليه الملك فيصل ليقبّله، إلا أن ذاك شهر مسدسه وأطلق على عمه ثلاث رصاصات أردته قتيلاً.
فما أكثر الأحداث التي جرت خلال تلك العقود السبعة… والده عبد العزيز بالسيف والجرأة وقوة العزيمة والإيمان، أسس دولة شملت معظم أراضي الجزيرة العربية. حربان عالميتان اندلعتا وأغرقتا المعمورة بالدماء… اندثرت إمبراطوريات كثيرة: الألمانية والنمساوية-المجرية والعثمانية والبريطانية والفرنسية… وسقطت الإمبراطورية الروسية وحلّ محلها الاتحاد السوفياتي الشيوعي الذي بدا في عهد فيصل عملاقاً مارداً لا يقهر، يضاهي من حيث القدرات العسكرية الولايات المتحدة الأميركية التي هي أقوى دولة متطورة اقتصادياً في العالم… وظهرت إلى الوجود الطائرات والإذاعة والتلفزيون والسلاح النووي… وارتاد الإنسان الفضاء الكوني حتى حطّ على سطح القمر. من السذاجة بالطبع التفكير في تناول كل الأحداث المهمة التي أثّرت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في حياة فيصل ومصير بلاده.
إلا أن كاتب السطور رأى أن يتحدث عن شخصية فيصل الفذة ويعرض مسيرته وأعماله، انتصاراته وهزائمه، نجاحاته وإخفاقاته. أليست تلك مهمة فوق طاقة الكاتب المتواضعة؟ فهناك مئات المؤلفات وعشرات الآلاف من المقالات عن الملك فيصل 1 . ولا مفرّ، على ما يبدو، من تكرار بعض الوقائع الواردة فيها. ولكن ربما كانت نظرة الكاتب الروسي الذي كرّس السنوات الطوال من حياته لدراسة المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط، وكذلك استعانته بالمعلومات من مصادرها الأولى ستساعد في إلقاء الضوء على جوانب غير معروفة من شخصية الملك فيصل ومكانته في التاريخ.
في شبابي اخترت تاريخ المملكة العربية السعودية موضوعاً لبحوثي العلمية، وذلك لأن ماركس وإنجلز ولينين لم يكتبوا شيئاً عن هذه البلاد. ولم تتخذ بشأنها قرارات، لا في مؤتمرات الحزب الشيوعي السوفياتي ولا في جلسات المكتب السياسي للجنته المركزية. وعندما خضت في ذلك الموضوع وغيره، بدا كأن في الإمكان في العهد السوفياتي أيضاً طرح آراء غير مقيدة بالتوجهات الرسمية. ولكن فلنقل الحقيقة. كان كاتب السطور هو الآخر متأثراً في مؤلفاته بالموقف الماركسي من المجتمع والتاريخ، على الرغم من تجاهله بعض مسلّمات ذلك الموقف عندما تتعارض مع الوقائع.
أكثر ما كان يفتقر إليه الباحثون عندنا سابقاً هو الاهتمام بدور الشخصية الفذة، الفرد القوي الذي يستطيع تفكيك الحتمية التاريخية بقوة طبعه وعزيمته وفطنته وحسن طالعه وعمق إيمانه الديني. هذا ما يجعل سيرة فيصل تمثّل تحدياً للباحثين، والكتابة عنها أُمنية تراود الكثيرين منهم.
الإنسان يترك بصمات حياته في المدوّنات وفي ذكريات شهود العيان وفي الآثار المادية. أما السياسيون من وزن الملك فيصل، فقد تركوا كميات من الشهادات والإفادات والوثائق لا تكفي المجلدات لعرضها حتى بأكبر قدر من الاختصار. انتقاء الوقائع يعكس موقف الكاتب وجوانب قوته ونقاط ضعفه وسِعة اطلاعه أو جهله ومعتقداته، بل وأوهامه إن صح التعبير. ولذا فالقارئ حر في أن يشاطره آراءه أو يرفضها.
كتاب الملك فيصل: شخصيته وعصره وإيمانه يتحدث عن مكانة ودور الفرد، الإنسان، الزعيم في العملية التاريخية. ولذا يتطلب الأمر أحياناً عدم التقيد بالأطر الزمنية لوقائع سيرة حياته. هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى، لا بد من تناول وقائع وأحداث تبدو كأنها خارج إطار تاريخ المملكة العربية السعودية، إلا أن فهم دوافع الملك فيصل ومنطقه وسلوكه متعذر من دونها.
سيرة الملك فيصل موضوع اهتمّ به صديقي إيغور تيموفييف المستعرب والمستشرق الرائع والكاتب الروسي الذي ترك لنا مؤلفات ودراسات عن ابن بطوطة والبيروني وغيرهما، وبات كتابه الأخير كمال جنبلاط: الرجل والأسطورة الذي صدر بالروسية والعربية والفرنسية ظاهرة فكرية مثيرة، حيث تصدّر قائمة أكثر المطبوعات مبيعاً في لبنان، وحمل للكاتب، بعد وفاته للأسف الشديد، وسام الأرز اللبناني مع شهرة فاقت الحدود. توفي إيغور تيموفييف في الثامنة والخمسين من العمر، في أوج نشاطه الفكري، عندما كان يعكف على تأليف سلسلة كتب السيرة العربية وصولاً إلى أبرز رجالات العالم العربي المحدثين.
لقد دفعني موضوع البحث نفسه، سيرة الملك فيصل، وواجب الصداقة مع المرحوم إيغور تيموفييف إلى مواصلة ما بدأه هذا الكاتب المعروف. فهو قد جمع مكتبة كبيرة من المؤلفات والوثائق في موضوع البحث، تفضّلت بها عليّ أرملته أولغا تيموفييفا. وكان قد هضم واستوعب المادة وهمّ بالشروع في تأليف الكتاب. وللأسف، فإن ما وقع بين يديّ ينحصر فقط في ملاحظاته القيمة على حواشي المراجع الروسية والعربية والإنجليزية التي قرأها في الموضوع، إضافة إلى خمس عشرة مقابلة حيّة أجراها شخصياً مع الذين عرفوا الملك فيصل وعملوا معه، وهي تغني الكتاب وتعمّقه كثيراً. أما المقابلات الإضافية التي أجريتها أنا، والمواد الأرشيفية التي تسنى لي أن أجمعها في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، والكتب الجديدة التي صدرت خلال هذه الفترة، فقد وسّعت نوعاً ما قاعدة المعلومات التي جمعها إيغور تيموفييف عن شخصية الملك فيصل وأعماله.
معاونو الملك فيصل يغادروننا، وتدهم الشيخوخة من بقي منهم على قيد الحياة. وقد ضعفت ذاكرتهم فصاروا أثناء الحوار ينسون شيئاً ويخطئون أحياناً في التفاصيل الصغيرة والكبيرة. إلا أن شهاداتهم تفوق التقدير، لأنهم ينقلون إحساسهم الشخصي بجوّ ذلك الزمان وعبقه. المقابلات معهم والاستشهاد بالوثائق العربية التي تعمّدنا عدم تنقيحها ساعدتنا في دخول عالم آخر، ومنظومة أخرى من القيم، وذهنية أخرى. وإذا استطاع القارئ في روسيا أو في الغرب أن يلمس، ولا أقول أن يتفهّم ويتقبّل، هذا العالم الآخر، هذا المجتمع الذي يختلف عن مجتمعنا الروسي والمجتمع الغربي، ويدرك استحالة نقل الكليشهات والمفاهيم الغربية وكذلك الروسية إلى تربة الجزيرة العربية الصحراوية المختلفة، ويعترف بحق سكانها المطلق في صيانة هويتهم، فإن مهمة الكتاب الصعبة تكون قد تحققت.
كنا أنا وإيغور تيموفييف من رأي واحد. إلا أن لكلّ منا أسلوبه وموقفه من الموضوع. وأتذكر أن إيغور أراد أن يتناول الشعر النبطي البدوي بصفته أحد المسارات في كتابة سيرة الملك فيصل؛ فالملك نفسه كان شاعراً ومتذوّقاً للشعر. إلا أن معرفتي باللغة العربية تكفيني لقراءة الجرائد وكتب التاريخ من دون أن ترقى إلى مستوى عربية تيموفييف الملمّ بالشعر النبطي. كان متخصصاً في اللغة العربية وآدابها. كان أديباً فناناً إلى جانب كونه باحثاً سياسياً. أما أنا، فلم أتجاوز مستوى المؤرخ والباحث السياسي.
من خصوصيّات هذا الكتاب قلة الهوامش المتعلقة بالمقابلات الشخصية والاستشهادات والمراجع والوثائق غير المعروفة. وهذا أمر لا يحتاج إليه جمهور القراء كثيراً، فيما يستطيع الاختصاصيون والمتعمّقون في الموضوع أن يعودوا إلى المراجع في آخر الكتاب أو أن يثقوا بالكاتب. فهو يتحمّل كامل المسؤولية عن تدقيق الوثائق والاستشهادات وعن الأحكام والاستنتاجات الواردة في الكتاب.
ولا يسع المؤلف إلا أن يعبّر عن شكره الجزيل لسموّ الأمير تركي الفيصل، والدكتورة الفاضلة دلال بنت مخلد الحربي من جامعة الرياض للبنات، على مراجعة الطبعة العربية وإغناء الكتاب بمعلومات إضافية قيّمة، كما يشكر المؤلف الإخوة والأخوات الذين ساعدوه في تيسير أمر تأليف الكتاب، في وقت ليس بطويل على أي حال. وفي مقدمهم الأستاذ سيرافيم تشوكانوف الذي كان معاوناً علمياً للدكتور إيغور تيموفييف، ثم وافق على التعاون معي، حيث أعدّ قسماً كبيراً من ترجمة المصادر عن العربية والإنجليزية إلى اللغة الروسية، وعثر على وقائع مهمة ومطبوعات جديدة في بحر شبكة الإنترنت، وأعدّ الهوامش ودليل الأعلام والمواقع الجغرافية، وشارك في المكاتبات وغير ذلك من الجهود المضنية. وأشكر الأستاذ يفغيني روساكوف الذي راجع النص الروسي للكتاب بشعور كبير من المسؤولية، والأستاذ خيري الضامن الذي ترجمه إلى العربية، والسيدتين سفيتلانا بولونينا ولوبوف برونتوفا اللتين بذلتا جهداً كبيراً في قراءة خطّي غير الواضح، وفي تسجيل النص من إملائي.
وبالطبع ما كان لهذا الكتاب أن يرى النور لولا المساعدة القيّمة من الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والمنتسبين إلى المركز في انتقاء الوثائق والصور الفوتوغرافية وفي تنظيم مقابلاتنا ولقاءاتنا في المملكة العربية السعودية.
ألكسي فاسيليف
ضاحية مامونتوفكا - موسكو



الفصل الأول
صبي نحيل يمتطي الحصان الجموح
فيصل هو الابن الثالث لأمير نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن. والدته طرفة ابنة كبير علماء الرياض الشيخ عبد الله بن عبد الل

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents