كرد العراق
275 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris

كرد العراق , livre ebook

-

Découvre YouScribe en t'inscrivant gratuitement

Je m'inscris
Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus
275 pages
Arabic

Vous pourrez modifier la taille du texte de cet ouvrage

Obtenez un accès à la bibliothèque pour le consulter en ligne
En savoir plus

Description

منذ تأسيسها كان على الدولة العراقية أن تكافح في وجه القضية الكردية التي كانت تؤثّر في كافة جوانب حياتها، الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية، إضافةً إلى علاقاتها الدولية. أما كرد العراق، من ناحيتهم، فقد شكّلوا حركة قومية تقدّمت منجزاتها بشوط كبير على مثيلاتها في المجتمعات الكردية الأخرى.+++تستكشف المؤلّفة آليات العلاقات بين كرد العراق وبين الدولة العراقية منذ بداية حكم البعث إلى الوقت الحاضر. وتعتمد في عملها على ثروةٍ من الموادِّ لكي تتبَّع بدقةٍ ظهور الهوية القومية الكردية في العراق. وتتناول بالتفصيل التحوّلات الاجتماعية – الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية التي مرَّت بالمجتمع الكرديِّ العراقيِّ خلال ما يقرب من خمسة عقود. وتركِّز على العمليّتين التوأمَين: تشكيل الأمّة وبناء الدولة. وتستعرض أيضاً خصائصَ الحركة الكردية في العراق التي تميّزها عن المجتمعات الكردية في البقاع الأخرى من المنطقة.+++إنّ هذا السرد للتحوّلات المعقّدة لمصير الكرد لا يتوقّف عند الكشف عن حقيقة التعقيدات السياسية في عراق اليوم فحسب، بل ويبيّن أيضاً تأثير الكُرد في الخريطة الجيوستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط برمّتها.

Sujets

Informations

Publié par
Date de parution 21 mars 2017
Nombre de lectures 2
EAN13 9786144256732
Langue Arabic

Informations légales : prix de location à la page 0,0500€. Cette information est donnée uniquement à titre indicatif conformément à la législation en vigueur.

Extrait

هذا الكتاب مُجازٌ لمتعتك الشخصية فقط. لا يمكن إعادة بيعه أو إعطاؤه لأشخاصٍ آخرين. إذا كنت مهتمّاً بمشاركة هذا الكتاب مع شخصٍ آخر، فالرجاء شراء نسخة إضافيّة لكل شخص. وإذا كنتَ تقرأ هذا الكتاب ولم تشتره، أو إذا لم يُشترَ لاستخدامك الشخصي، فالرجاء شراء نسختك الخاصّة. شكراً لك لاحترامك عمل المؤلّف الشاق.
Ofra Bengio, The Kurds of Iraq
© Lynne Rienner Publishers. Inc, 2012
الطبعة العربية
دار الساقي
بالاشتراك مع
دارس آراس للطباعة والنشر
© دار آراس للطباعة والنشر 2014
© أوفرا بينغيو، 2015
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الورقية الأولى، 2014
الطبعة الإلكترونية، 2015
ISBN-978-614-425-673-2
دار الساقي
بناية النور، شارع العويني، فردان، بيروت. ص.ب.: 5342 / 113 .
الرمز البريدي: 6114 - 2033
هاتف: 866442 1 961 ، فاكس: 866443 1 961
e - mail : info@daralsaqi . com
دار آراس للطباعة والنشر
شارع جولان، أربيل، اقليم كردستان العراق
البريد الإلكتروني: aras@araspress . com
يمكنكم شراء كتبنا عبر موقعنا الإلكتروني
www . daralsaqi . com
تابعونا على
@DarAlSaqi
دار الساقي
Dar Al Saqi



مدخل:
نشوء الفكر القومي الكردي
التقيتها في مقهى باريسي في تشرين الأول/ أكتوبر 1993، وكانت قد فرّت قبل مدة وجيزة من عراق صدام حسين، حيث كانت تعمل كعالمة. كانت ودودة جداً ولكنها كانت مرتعبة جداً في الوقت نفسه؛ فلم تفصح لا عن اسمها ولا عن أية تفاصيل شخصية متعلقة بها سوى كونها كردية وأنها عاشت تجربة كابوسية في كردستان العراق. والمرة الثانية التي التقيتها فيها كانت في أيار/ مايو 2009 في مدينة السليمانية بكردستان العراق، وهذه المرة لم تكن بحاجة لتخفي هويتها: إنها الدكتورة أختََر نجم الدين، وقد شغلت حتى عام 2006 منصب وزيرة التعليم العالي في حكومة إقليم كردستان – إدارة السليمانية. هذان اللقاءان يمثّلان ملخصاً لتغيّر حظوظ الكرد خلال نصف القرن الماضي. ويُعدُّ كتابي هذا قصة ذلك التغيّر.
من هم الكرد؟
لم يشرع الكرد في كتابة تاريخهم الخاص إلا في أواخر القرن السادس عشر، وعلى استحياءٍ شديد أيضاً. ولهذا السبب على الباحثين والمهتمين بأحوالهم الاعتماد على مصادر غير كردية لتتبّع الجذور التاريخية للكرد، وهو ما يترك الأمر مثاراً للجدل. فالعديد من الباحثين والطيف الأوسع من القوميين الكرد يعيدون أصول الكرد إلى هجرة "إيرانية" في القرن الأول قبل الميلاد من منطقة غير معروفة في الشرق إلى المنطقة التي يعيش فيها الكرد الآن . 1 ويستند فلاديمير مينورسكي إلى كتابتين من العهد السومري تعودان إلى سنة 2000 ق.م، يرد فيهما ذكر بلد يدعى كار– دا – كا، في القول إن الكرد "شعب إيراني من آسيا الصغرى – Nearer Asia " . 2 ويعتقد سي. جي. إدموندز، هو الآخر، أن "الكرد يمثلون أمة واحدة سكنت موطنها الحالي منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة على الأقل. وقد عاشوا بعد بروز وزوال العديد من الأمم الإمبراطورية" . 3 وهكذا، فليس من المفاجئ أن نرى المؤرّخين والباحثين والساسة الكرد يعتنقون هذه الفرضيات بإخلاص . 4
إلا أن هناك مع ذلك أساليب أكثر جدارةً وقياساً فيما يتعلق بأصول الكرد. وهنا تقول ماريا أوشيا إنّ "من المستحيل، بما يتوفر من معلومات، التوصل إلى فهم معقول فيما يتعلق بالأصول الدقيقة للكرد، ومتى التحموا كمجموعة يمكن تمييزها كالموجودة الآن، أو تاريخهم القديم الذي يعود إلى عصرٍ يسبق بكثير الغزو العربي – الإسلامي" . 5 ولكن من المؤكد أن التلمود قد أشار في القرن السادس الميلادي مراراً إلى الـ"كاردو" والـ"كاردوييم" . 6 ولكنّ أحدث الوثائق التي وردت فيها كلمة الكرد، كإشارة إلى مجموعة، إنما ظهرت في بداية العصر الإسلامي، وذلك في رسائل متبادلة بين الإمام علي بن أبي طالب (ع) ووالي البصرة . 7 وقد ازداد هذا المصطلح شيوعاً في القرن العاشر الميلادي بين المؤرخين الإسلاميين من أمثال أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي . 8 وكلاهما يتحدث عن التمرد الكردي حوالى عام 840م في منطقة الموصل. أما مصطلح كردستان (بلاد الكرد) فأول ما ورد كان في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، وقد أطلقة الأتراك السلاجقة على المنطقة الممتدة من آذربيجان حتى لُرستان . 9 أما اليوم فيشير اسم كردستان إلى منطقة أوسع تمتد من جبال طوروس شمالاً إلى سهول ميزوبوتاميا جنوباً. وعدا عن هذه الحقائق المجردة، هناك ثروة من الجدل ما زالت قائمة.
إن الخلافات حول المصطلحات تعكس المشاكل الأكبر المتعلقة بالهوية والسيادة. وإجمالاً، في العصر الحديث، فإن طريقة التعبير الرسمية في ما يطلق عليه البلدان المضيفة التي يعيش فيها الكرد تنأى بمستخدميها عن استخدام مصطلح كردستان. فالخطاب التركي الرسمي مثلاً يميل إلى استخدام مصطلح "جنوب شرق تركيا" للإشارة إلى المناطق التي يسكنها الكرد، فيما اعتادت الأنظمة العراقية المتعاقبة استخدام مصطلح "شمال العراق" . 10 أما القوميون الكرد، المصرّون على تقديم كردستان كبلد ذي عرق وقومية واحدة، فيصرّون من ناحيتهم على القول بـ"كردستان الشمالية" بالنسبة لتركيا و"كردستان الجنوبية" بالنسبة للعراق و"كردستان الشرقية" بالنسبة لإيران و"كردستان الغربية" بالنسبة لسوريا . 11 جلال الطالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني ( PUK ) ورئيس العراق منذ عام 2005، استخدم مصطلح كردستان العراق مشيراً بذلك إلى أرض تعود إلى العراق. وفي الحقيقة فإن استقلالية الفكر الكردي والسلطة الكردية قد أصبحا في الواجهة . 12 أما المؤرخ الكردي ميهرداد يزدي فيستخدم مصطلحاً أكثر كرديةً حين يقول "الدول الخمس ذات السيادة التي تتقاسم بلاد الكرد" . 13 ومن نفس المنطلق لا يحبّذ الكرد الذين يعيشون في الشتات أن يُشار إليهم بالقول: كرد العراق أو كرد تركيا . 14 ولا يقبل الكرد أيضاً أن يُطلق عليهم مصطلح "أقلية عرقية". فحينما سُئل أحد المشاركين من تركيا، في استبيان أجراه أوستن والبيك، فيما لو كان يشعر بأنه ينتمي إلى أقلية كهذه أجاب قائلاً: "أشعر بغضب حقيقي حينما يقولون أقلية كردية... إن تسميتهم لعشرين مليون إنسان بالأقلية شيء مثير للذهول تماماً" . 15
ونجد هذه اللغة الواثقة كذلك في قصيدة من القرن السابع عشر الميلادي للشاعر الكردي أحمد خاني الذي كتب في ملحمته الشعرية مَمْ وزين يقول:
فانظر كيف أن الأكراد أصبحوا قلاعاً
من حدود العرب حتى حدود الكرج
يحتمي بها الترك والعجم
ويبقى الأكراد خارجها في العراء 16
ومع ذلك، في العصر الحديث، تعرّض مصطلح الكرد لخطر الزوال بسبب السياسات الحكومية. فعلى سبيل المثال، في 24 آذار/ مارس 1924، وفي نفس اليوم الذي تمّ فيه إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا، أصدر مصطفى كمال مرسوماً منع فيه كل المدارس والجمعيات والمطبوعات الكردية، وصار بموجبه استخدام كلمات من قبيل "كردي" و"كردستان" مخالفة يحاسب عليها القانون . 17 ومن حينها صار يُشار إلى الكرد رسمياً بتسمية "أتراك الجبال"، لأنه، وحسب موروث المصطلحات الشعبية، فإن أهل الجبال حينما يسيرون فوق الثلوج تصدر عن وقع أقدامهم أصوات مثل "كارت" و"كورت" . 18 كما تمّ منع استخدام الأسماء الكردية للأماكن. فالتسمية الكردية لمدينة دياربكر (آمَد) مثلاً أصبحت محظورة إلى درجة أن أحد الرجال حوكم فقط لأنه كتب هذا الاسم على رسالة دعوة . 19 وفي العراق كذلك تواترت سياسة حظر الأسماء الكردية واستبدال أخرى بها. ففي عام 1999 أصدر وزير الداخلية العراقي تعليمات بمنع استخدام الأسماء الكردية على بطاقات الهوية . 20 وفي إيران صدر تعميم حكومي في 1923 يمنع بموجبه تدريس اللغة الكردية في المدارس. وفي بداية الثمانينيات رفعت حكومة إيران الإسلامية الحظر عن المطبوعات الكردية، إلا أن الحظر على تعليم اللغة الكردية في المدارس ظل سارياً . 21 وحتى لو استُخدمت الكردية في المدارس فإنها كانت لتمثل مشكلة بسبب الوصمة الاجتماعية الملازمة لكون الفرد كردياً. حيث يشتكي أحد أعضاء البرلمان الكردي في المنفى قائلاً: "لقد وصفنا مضطهدونا ظلماً ومراراً كشعب جبلي بدائي بعيد عن التحضر ومتمرّد وبدوي وكقبائل تفتقر إلى أيّ وعي قومي" . 22 أما في سوريا فقد طُبِّقت الدراسة البعثية المشؤومة في عام 1963 التي أجراها طالب هلال ودعا فيها إلى اتّباع سياسة "تجهيل الكرد"، وذلك من خلال منع إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية في مناطقهم. وقد برّر طالب هلال هذه السياسة بفشل سياسة أخرى سابقة قامت على المنطق القائل "علِّموهم يستعربون" . 23
أما مسألة من هم الكرد وما هو حجمهم السكاني، فهي الأخرى لا تقلّ جدلاً عن سابقاتها. ففيما تحاول الحكومات التقليل من أعدادهم، يميل القوميون الكرد إلى تضخيم عددهم. وبما أن الحكومات لا تنشر الإحصاءات فيما يخص الأمر، لذا ينبغي علينا الاستناد إلى التقديرات. ففي عام 2006 قُدِّر عدد الكرد في العالم بثلاثين مليوناً، ليكونوا بذلك "أكبر شعب بدون دولة في العالم المعاصر" . 24
فما هي حدود كردستان وأين تقع؟
بالنسبة إلى المبالغين من الكرد، ومعظمهم من كرد الشتات، فإن خريطة كردستان الكبرى "المتخيَّلة" تمتد من "جبال القوقاز حتى البحر المتوسط، ومنه حتى الخليج الفارسي (العربي)" . 25 ولكن مع هذا، ومن الناحية العملية، فإن السجّل التاريخي في نقطة واحدة على الأقل غير قابل للجدل، وهي تحديداً في أنّ الكرد، الذين سكنوا هذه المنطقة منذ زمنٍ سحيق، لم ينجحوا قط في تأسيس دولة مستقلة خاصة بهم ، 26 وذلك حتى في ما يعدّ العصر الذهبي لإمارات الحكم الذاتي (من القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر). فالمنطقة الكردية كانت مقسمة بين منطقتي نفوذ: إحداهما تحت نفوذ الإمبراطورية الفارسية والأخرى تحت نفوذ الإمبراطورية العثمانية.
وتبقى مسألة ما الذي تشكّله كردستان الكبرى، والتي تبقى أساساً مسألة أكاديمية. فتخطيط محيط كردستان العراق في عراق ما بعد صدام حسين أصبح عقدة الخلاف بين العرب والتركمان والكرد، مع تطلّع الكرد إلى ضمّ منطقة كركوك إلى حدودها. وهذا بالنسبة إلى عرب العراق غير مقبول بالمرّة، حيث علّق أحد المعلقين بالقول:
هل سمعتم يوماً بإقليم ابتلع الأرض الأم وداس على هويتها وغيّرها إلى هوية الإقليم؟ والجواب هو كلا، نحن لم نسمع ولم نقرأ عن إقليم وأمة صغيرة يمكنها أن تصبح مهيمنة إلى درجة تطمس فيها التاريخ الفريد للوطن والأمة الأكبر إلاّ في العراق... العراق العربي، الذي تعود حضارته إلى سبعة آلاف سنة، أصبح ذيلاً للإقليم الكردي، وتحولت الأمة العربية إلى خادم للأمة الكردية. 27
لقد تنوعت الاتهامات للكرد بتنفيذهم "مشاريع إمبريالية لتقسيم العراق" 28 ، وبمحاولتهم إنكار الهوية الإسلامية للدولة، ورفضهم "اعتبار كردستان جزءاً من الأمة العربية" 29 ، والأسوأ من كل ذلك تسميتهم بعملاء إسرائيل الساعين إلى تأسيس "إسرائيل ثانية" 30 .
ولكن ماذا عن طبيعة الفكر القومي الكردي؟ هنا أيضاً يظهر قدرٌ كبير من الجدل النابع من حقيقة وجود عدد من اللهجات الكردية المختلفة بحيث أن متحدّثيها لا يفهمون دائماً بعضهم بعضاً. والبعض من الباحثين يقول إنّ تلك اللهجات هي في الواقع لغات منفصلة. وهؤلاء الذين يقولون إنّ تلك اللهجات هي لغات منفصلة يلمّحون إلى أنّ الكرد لا يشكّلون أمةً واحدة بل مجموعات إثنولغوية مختلفة . 31 وقادة الشرق الأوسط أيضاً يقولون الشيء نفسه، وهذا، دون شك، لأسباب سياسية . 32
أما الحركة القومية الكردية فترفض بالطبع هذه الآراء وتضميناتها.

  • Univers Univers
  • Ebooks Ebooks
  • Livres audio Livres audio
  • Presse Presse
  • Podcasts Podcasts
  • BD BD
  • Documents Documents